بروكسل
انتقدت روسيا الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء درع دفاعية صاروخية جديدة أو ما يسمى “القبة الحديدية”، متهمة واشنطن بتعطيل التوازن النووي العالمي وتأجيج التوترات العسكرية في الفضاء.
وجاء الانتقاد الروسي لخطة ترامب، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، إذ أكدت أن واشنطن تسعى إلى إضعاف قدرات الردع النووي لكل من روسيا والصين، محذرة من اختلال التوازن النووي وعسكرة الفضاء أو ما سمّته “حرب النجوم”.
كما أوضحت زاخاروفا بأن خطط ترامب لإنشاء نسخة أميركية من “القبة الحديدية” الإسرائيلية، هي خطة “بغيضة” من عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان أطلق عليها اسم “حرب النجوم”.
وظهر مصطلح “حرب النجوم” في الثمانينيات إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وهو اسم مبادرة الدفاع الاستراتيجي التي تم إنشاؤها من قبل الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في 23 آذار/مارس 1983 لاستخدام الأرض والنظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بالصواريخ الباليستية النووية الاستراتيجية.
وحذرت المسؤولة الروسية من أن الخطوة الأميركية من شأنها تقويض مساعي الحد من الأسلحة النووية، وهي القضية التي أعرب كل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمهما لها في السابق.
وفي حديث للصحافيين خلال مؤتمر بالعاصمة الروسية موسكو، قالت زاخاروفا، إن خطة ترامب “تتصور بشكل مباشر تعزيزاً كبيراً للترسانة النووية الأميركية ووسائل إجراء العمليات القتالية في الفضاء، بما في ذلك تطوير ونشر أنظمة اعتراض فضائية”.
وأردفت: “نعتبر هذا تأكيداً آخر على تركيز الولايات المتحدة على تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة المسلحة ونشر الأسلحة هناك”، مضيفة أن “النهج الأميركي المشار إليه لن يساهم في الحد من التوترات، أو خلق أساس لحوار مثمر حول الأسلحة الهجومية الاستراتيجية”.
وفي السياق، قال البيت الأبيض: “ستعزز القبة الحديدية أهداف السلام من خلال القوة. من خلال تمكين الولايات المتحدة من القدرة على الضربة الثانية، ستردع القبة الحديدية الخصوم عن الهجمات على الوطن”.
وكان كل من ترامب وبوتين قد أبديا رغبتهما في الاجتماع وجهاً لوجه لمناقشة مجموعة من القضايا، بما في ذلك حرب أوكرانيا، لكن موسكو تقول إنها لم تتلق بعد أي إشارات من واشنطن بشأن متى وأين يمكن أن يحدث مثل هذا اللقاء.
والإثنين الماضي، وقع ترامب على أمر لبدء عملية تطوير “القبة الحديدية الأميركية”، وهو نظام دفاع صاروخي من الجيل التالي مصمم لمواجهة الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية وغيرها من التهديدات الجوية.
وبحسب البيت الأبيض، فإن الهدف كان تحديث نظام قديم والرد على “تهديد كارثي” متطور، مع استمرار أعداء الولايات المتحدة في تطوير قدراتهم الصاروخية.