خاص ـ الحسكة
أعلنت منظمات دولية عاملة بالمجال الإنساني في شمال وشرق سوريا، تعليق وتقليص أعمالها بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق جميع برامج المساعدات الخارجية الأميركية مؤقتاً لمدة 90 يوماً لحين إجراء مراجعات باستثناء المساعدات الغذائية الطارئة، والتمويل العسكري لإسرائيل ومصر، ما أثار المخاوف بشأن عشرات الآلاف في المنطقة بينهم نازحون يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
مصدر محلي من داخل مخيم “الهول” بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، أكد لموقع “963+”، أن منظمة بلومنت، أكبر المنظمات العاملة بالمخيم والتي تقدم الخيام والمياه والخبر والسلل الغذائية للآلاف، علقت أعمالها في المخيم منذ يومين بعد قرار الرئيس الأميركي بشأن تعليق برامج المساعدات الخارجية.
اقرأ أيضاً: “داعش” يهدد الإدارة السورية الجديدة: تصعيد الإرهاب أم إعادة بناء خلاياه؟
وأوضح المصدر، أن قرار المنظمة تعليق نشاطها في المخيم أدى لمشكلات لقاطنيه فيما يتعلق بتأمين الخبز والمياه والمواد الغذائية، مشيراً إلى أن جميع المنظمات الأخرى العاملة في المخيم لا تزال تمارس أعمالها بشكل منتظم هناك، خاصةً المتخصصة بالمجال الطبي والمراكز الصحية والمستشفيات.
ويمتد عقد منظمة “بلومنت” في مخيم “الهول” حتى نهاية عام 2026، بحسب المصدر، إلا أنها علقت نشاطها بعد القرار الأميركي، مشيراً إلى أن إدارة المخيم تلقت وعوداً من القائمين على المنظمة بأنها ستستأنف أعمالها بعد ثلاثة أشهر.
كما أكد مصدر محلي من مدينة الحسكة لموقع “963+”، أن منظمة أنقذوا الأطفال “سيف ذا شيلدرن” التي تقدم الخدمات للأطفال في المنطقة لاسيما بمخيمات النازحين، قلّصت عدد مراكزها وموظفيها إلى 4 مراكز فقط، بعد قرار الرئيس الأميركي بشأن تعليق برامج المساعدات الأميركية، وسط مخاوف من تعليق منظمات أخرى نشاطها.
ويعد مخيم الهول من أكبر المخيمات في شمال شرق سوريا، حيث يضم آلاف اللاجئين والنازحين من جنسيات متعددة. ومعظم سكان المخيم هم من النساء والأطفال، ويعيشون في ظروف صعبة في ظل نقص الخدمات الأساسية، مما دفع منظمات دولية ومحلية للعمل على تحسين الوضع الإنساني وتسهيل عودة اللاجئين إلى بلدانهم.
ويضم المخيم في الوقت الحالي 39 ألفاً من عوائل عناصر تنظيم “داعش” وفق ما كشف رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد لموقع “963+”.
اقرأ أيضاً: إدارة مخيم “الهول” شرقي سوريا تتحضر لإخراج 150 عائلة عراقية
وكانت مديرة مخيم “الهول” جيهان حنان قد قالت لـ”963+” الأسبوع الماضي، إن المخيم يقطنه في الوقت الحالي 15 ألفاً من السوريين والباقي من جنسيات أخرى.
وأضافت أن “العدد المذكور للسوريين داخل مخيم الهول هم بالنسبة الأكبر من محافظات إدلب وحماة وحمص وحلب ودمشق وبعدد أقل من شمال شرق سوريا على اعتبار أن السوريين من المحافظات الشرقية تم اخراج دفعات منهم خلال الفترة الماضية”.
وإلى جانب مخيم “الهول” تضم مناطق شمال وشرق سوريا العديد من المخيمات التي تأوي نازحين من مناطق أخرى خاصةً عفرين ورأس العين (سري كانييه) وتل أبيض التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل التابعة لها خلال السنوات الأخيرة.
ونهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وصل إلى مناطق شمال وشرق سوريا، أكثر من 100 ألف نازح من مناطق الشهباء وتل رفعت بريف حلب الشمالي، بعد إطلاق فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا عملية عسكرية هناك وسيطرتها على المنطقة.
وفي آب/ أغسطس عام 2023، قال تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن “عشرات الآلاف من النازحين في المخيمات والملاجئ المكتظة في شمال شرق سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلباً على حقوقهم الأساسية. ثمة حاجة ملحة لتأمين مآوي مناسبة للطقس، وصرف صحي كافٍ، ووصول ملائم إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتعليم”.
ونقلت المنظمة عن مسؤولين محليين، أن عدد سكان محافظة الحسكة زاد من أقل من نصف مليون إلى مليونين بعد العملية العسكرية التي شنتها القوات التركية والفصائل المدعومة منها على شمال شرق سوريا عام 2019 وما تلا ذلك من نزوح جماعي من رأس العين (سري كانييه) وتل أبيض، ما يزيد من الضغوطات على السلطات المحلية، خصوصا أن مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها تعاني من أزمة مياه حادة.