شهد قطاع الإعلام في سوريا خلال فترة طويلة امتدت لأكثر من خمسين عاماً من حكم النظام المخلوع تسلطاً كبيراً وأصبح أداة لخدمة السلطة ومشاريعها وتوجهاتها، مبتعداً بشكل كامل عما يهم السوريين الذين باتوا يتطلعون خلال المرحلة المقبلة إلى تغيير جذري وشامل يكفل حرية الرأي والتعبير دون قيود.
وأصدرت وزارة الإعلام السورية في وقت سابق، تعميماً لكافة الجهات الإعلامية العاملة داخل البلاد بضرورة التنسيق معها عند تنظيم أي فعالية ومراجعة مديرية الشؤون الصحفية قبل بيع معدات أو أصول أو ملكية متعلقة بالعمل الإعلامي.
تعزيز الثقة
وفي حوار خاص لموقع “963+”، قال علي الرفاعي مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام التابعة للحكومة السورية الجديدة إن “النظام السابق لم يقدّم إدارة إعلامية حقيقية، بل اعتمد على القمع لفرض أجنداته والترويج لمشاريعه، أما اليوم فهناك حرية للصحفيين في التنقل والحصول على المعلومات وهو ما يساهم في تعزيز ثقة الإعلام الدولي بالصحافة السورية ومصداقيتها”.
وأضاف الرفاعي، أنه “خلال شهر ونصف إلى شهرين فقط، كان هناك كمية ونوعية مواد إعلامية كبيرة تنتج محلياً على الساحة السورية”.
وكان قد تحدث وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، محمد العمر أن الوزارة أعادت تفعيل وكالة الأنباء السورية (سانا)، لتكون مرجعاً للأخبار الرسمية وكذلك الصفحات الرسمية للجهات العامة.
وأوضح العمر أن المراسلين الحربيين الذين شاركوا النظام المخلوع في جرائمه سيحالون إلى الجهات القضائية المختصة، وتتم معاملتهم وفقاً لمبادئ العدالة الانتقالية.
استراتيجية مقبلة
وأكد علي الرفاعي على استقبال سوريا خلال الفترة الماضية أكثر من 800 وفد صحفي إقليمي ودولي تم منحهم التراخيص اللازمة للعمل الميداني وتوثيق التطورات على الأرض، وذلك ضمن خطة بالتعاون بين وزارة الإعلام وحكومة تسيير الأعمال بهدف دعم القطاع الإعلامي وتعزيز قدرته.
وفيما يتعلق بوجه الاختلاف في إدارة الملف الإعلامي مقارنةً بالنظام المخلوع، تحدث مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام عن استراتيجية جديدة مقبلة يتم العمل عليها ستحدث تغييرات جوهرية في مجال الإعلام بسوريا.
ومنذ سقوط النظام المخلوع وسيطرة الإدارة الجديدة على سوريا لا تزال وسائل الإعلام الرسمية شبه متوقفة وعلى رأسها التلفزيون السوري، فيما قال معاون المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، محمد السخني، إن التلفزيون سيعاود البث من قلب العاصمة دمشق قريباً وأن الانطلاقة ستكون مختلفة بالشكل والمضمون.