دمشق
أصدرت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، أمس الأربعاء، تعميماً جديداً ينظم شروط وحالات دخول المواطنين اللبنانيين إلى الأراضي السورية عبر معبر جديدة يابوس الحدودي. ويأتي هذا التعميم في سياق تعزيز الإجراءات التنظيمية بعد التوترات التي شهدتها المنطقة الحدودية.
ووفقاً للتعميم، يُسمح بدخول الأراضي السورية لفئات محددة من المواطنين اللبنانيين. من أبرز هذه الفئات حاملو الإقامة السورية السارية المفعول، إذ يُطلب منهم تقديم وثيقة إقامة أصلية صالحة بالإضافة إلى جواز سفر أو هوية شخصية. كما يُسمح لأفراد عائلة حامل الإقامة، مثل الزوجة والأولاد القاصرين، بالدخول بشرط أن يكونوا برفقته مع تقديم مستندات تثبت صلة القرابة، مثل إخراج قيد فردي للقاصرين أو جواز سفر.
وتشمل الحالات أيضاً، “أزواج المواطنين السوريين وأبناءهم”. ويُسمح لزوج المواطنة السورية وأبنائها وزوجة المواطن السوري التي حصلت على الجنسية السورية بالدخول، بشرط تقديم وثائق تثبت صلة القرابة، مثل جواز السفر أو الهوية أو إخراج قيد فردي.
أما حاملو الجنسيات أو الإقامات العربية والأجنبية، فيُسمح لهم بالدخول بشرط أن تكون الإقامة صالحة لمدة لا تقل عن شهر، مع تقديم جواز سفر صالح. كما يُسمح للعاملات في الخدمة المنزلية بالدخول، بشرط أن يكنّ برفقة كفيل لبناني وأن يحملن إقامة صالحة تتضمن اسم الكفيل، مع وضع إشارة على جواز الكفيل تفيد بدخول العاملة ومغادرتها برفقته.
ومن بين الفئات الخاصة، يُسمح لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالدخول، بشرط إبراز مستندات تثبت عضويتهم في المنظمة التي ينتمون إليها. كما يُسمح للديبلوماسيين وحاملي جوازات السفر الخاصة أو جوازات المهام بالدخول مع مرافقيهم، على ألا يتجاوز عدد المرافقين اثنين.
فيما يتعلق بالتجار، يُشترط حصولهم على موافقة مسبقة من الجهات السورية التي يرغبون بالتعاقد معها. أما الطلاب اللبنانيون المسجلون في الجامعات السورية، فيُسمح لهم بالدخول بشرط حصولهم على إقامة طالب صالحة. وبالنسبة للحالات الطبية، يمكن دخول المرضى اللبنانيين إلى سوريا بموجب تقارير طبية صادرة عن الجهة المعالجة في سوريا. كما يُسمح بدخول الشخصيات والوفود الدينية من مختلف الطوائف، بعد التنسيق بين وزارة الأوقاف السورية والمرجعيات الدينية اللبنانية، والحصول على موافقة خطية بذلك.
وشمل التعميم ضوابط محددة لحركة المركبات عبر المعبر. ويُسمح بدخول السيارات الخاصة بشرط أن تكون ملكاً للسائق أو أن يحمل وكالة مصدقة تخوله القيادة خارج سوريا. أما السيارات العامة، فيُسمح لها برحلة واحدة يومياً بين لبنان وسوريا، على أن تتم المغادرة من لبنان بين الساعة 8 صباحاً و4 عصراً، مع تقديم أوراق المركبة وورقة “منافيست” مختومة من السلطات اللبنانية. كما تم تنظيم دخول سيارات الإسعاف لنقل المرضى بين البلدين، وفق تنسيق مسبق بين الجانبين.
وتضمن التعميم استثناءات خاصة للحالات العاجلة أو الضرورية التي لا تستوفي الشروط المطلوبة، حيث يمكن التنسيق مع رئيس المركز الحدودي للسماح بالعبور. كما شمل التعميم تعليمات تخص المرحّلين من لبنان، إذ يتم إرسال قوائم بأسمائهم مع مستنداتهم إلى السلطات السورية، ليتم تسليمهم رسميًا بعد التدقيق.
ويهدف هذا القرار إلى تنظيم الحركة عبر المعبر الحدودي بما يضمن الأمن والاستقرار، مع مراعاة الحالات الإنسانية والضرورات الطارئة، ويعكس حرص الحكومة السورية على وضع ضوابط دقيقة للعبور في ظل الأوضاع الراهنة.
وجاء هذا التعميم في أعقاب اشتباكات وقعت في منطقة معربون – بعلبك على الحدود السورية اللبنانية، بين الجيش اللبناني وإدارة العمليات العسكرية السورية، ما دفع الحكومة السورية إلى إغلاق الحدود أمام حاملي الجنسية اللبنانية، باستثناء أولئك الذين يحملون إقامة سورية.