درعا
اعتقل جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، عدداً من سائقي سيارات الشحن في معبر نصيب- جابر الحدودي بمحافظة درعا جنوبي سوريا.
وقال مصدر محلي لموقع “963+”؛ إن السائقين نفذوا إضراباً في ساحة معبر نصيب- جابر الحدودي، للمطالبة بفرض ضريبة مرور على سيارات الشحن الداخلة من الأردن.
وأشار المصدر إلى أن، جهاز الأمن العام تدخل لفض الاعتصام وأطلق النار في الهواء واعتقل عدد من السائقين لكنه أفرج عنهم بعد ساعة.
وقال محمود أبازيد، وهو سائق سيارة شحن، لـ “963+” إن السائقين يطالبون الإدارة الجديدة للمعبر بفرض ضرائب مماثلة للتي تفرض على الجانب الأردني، ومحاسبة موظفين النظام السوري السابق الذين كانوا يديرون المعبر الحدودي.
وذكر السائق، أن فرض الضرائب من قبل الأردن على الشاحنات السورية فقط، دفع العديد من التجار للتعامل مع السيارات غير السورية تجنباً للضرائب المفروضة من قبل إدارة المعابر الأردنية.
وخلال الفترة الماضية شهد معبر نصيب ـ جابر الحدودي تطورات ملحوظة، في ظل جهود الإدارة الجديدة لإعادة تأهيله وتعزيز دوره كمحور للتجارة وحركة الأفراد بين سوريا والأردن. المعبر، الذي طالته سنوات من الإهمال والتوترات الأمنية، أصبح اليوم شرياناً حيوياً للتبادل الاقتصادي والإنساني.
وفي تصريح سابق قال الرائد أحمد عطار، رئيس قسم الهجرة والجوازات في معبر نصيب، بأن “عمليات إعادة التأهيل الشاملة شملت تجهيز المباني المخصصة لاستقبال السوريين القادمين والمغادرين وتنظيم حركة المسافرين بشكل كامل”.
وأضاف عطار لموقع “963+” أن الإدارة الجديدة ركزت على تحسين البنى التحتية وإزالة السواتر الترابية، التي كانت تعيق حركة المسافرين والشاحنات التجارية.
وقبل عام 2011، شكل معبر نصيب منفذاً رئيسياً لنقل البضائع بين سوريا والأردن، ولعب دوراً بارزاً في نقل الصادرات اللبنانية إلى الأسواق العربية. ومع اندلاع الحرب وسيطرة الفصائل المعارضة على المعبر، أُغلق الجانب الأردني في 2015.
وفي تموز/ يوليو 2018، استعاد النظام السوري المخلوع السيطرة عليه، ما مهد الطريق لعودته إلى العمل بشكل تدريجي. وفي أيلول/ سبتمبر 2021، تم افتتاح المعبر رسمياً أمام حركة الأفراد والشحن بعد سلسلة من عمليات الترميم والإصلاح.
ويمثل معبر نصيب نقطة وصل استراتيجية بين سوريا والأردن، ويعكس نجاح الجهود المشتركة لتجاوز التحديات السابقة. ومع استمرار حركة المسافرين والنقل التجاري، يبرز المعبر كجسر للتعاون الإقليمي والتبادل الاقتصادي الذي يساهم في تعزيز استقرار المنطقة.