حلب
أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم الأربعاء، عن قلقها حيال الأعمال القتالية بمحيط سد تشرين، ودعت الأطراف المتحاربة لحماية المدنيين والعاملين الصحيين، حسبما أوردت في بيان على منصة “فيسبوك”.
وقالت في بيانها: “تُعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، في منطقتي منبج وسدّ تشرين، بما في ذلك الهجمات التي أفادت التقارير أنها طالت سيارات الإسعاف وأسفرت عن إصابات قاتلة للعاملين في المجال الصحي”.
وأشارت إلى أن هذه الأعمال العدائية تُهدد بتعطيل المساعدات الإنسانية والمُنقذة للحياة للسكان في شمال شرق سوريا، وفقاً للبيان.
ودعت منظمة “أطباء بلا حدود” جميع الأطراف المتحاربة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والعاملين الصحيين والمرافق الطبية وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
وتجري عمليات قتالية بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، والحيش الوطني المدعوم من أنقرة وسط مشاركة طائرات حربية ومسيّرة في الهجمات.
منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024، تسبب القصف التركي المكثف في تعطيل عمل سد تشرين، بما في ذلك توقف توليد الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا.
كما أدت الاشتباكات الأخيرة، التي تصاعدت في 7 كانون الثاني/ يناير 2025، إلى توقف السد عن العمل، وارتفاع منسوب المياه داخل بحيرته، مما يهدد سلامة السد ويفاقم الأزمة.
اقرأ أيضاً: اشتباكات سد تشرين.. كيف يؤثر تعطل السد على حياة الملايين؟
وتستهدف الهجمات التركية مدنيين أرسلتهم الإدارة الذاتية إلى جسم السد لمنع الهجمات من استهدافه، الأمر الذي سيتسبب في كارثة إنسانية وبيئية، وفق ما تقول الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وتقول “قسد” إن الهجمات التي تشنّها تركيا والفصائل الموالية لها، أسفرت عن مقتل وإصابة 120 مدنياً، مشيرةً إلى أن تركيا “ترتكب جرائم حرب”، وفق رواية “قسد”.
وناشدت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل الفوري والضغط على تركيا لوقف العمليات العسكرية في محيط السد. ودعت إلى تحييد سد تشرين والمنشآت الحيوية المحيطة به لضمان عدم تفاقم الكارثة.
ورغم تطمينات بأن السدود العراقية قادرة على استيعاب أي فيضان محتمل، فإن انهيار سد تشرين سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل سوريا. ومن المتوقع أن تتأثر مناطق واسعة تعتمد على مياه السد وكهربائه، مما يهدد حياة مئات الآلاف من السكان في شمال شرقي سوريا.
وتظل المنطقة في حالة تأهب وسط تصاعد الاشتباكات، مع تحذيرات متزايدة من تداعيات خطيرة في حال لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحييد السد وإنقاذه من خطر الانهيار.