درعا
قال مدير مستشفى في درعا اليوم الخميس، إن القطاع الصحي في المحافظة يعاني من قلة الكوادر البشرية، والبنى التحتية والتجهيزات الطبية وموارد الطاقة، حسبما أفاد في تصريح لموقع “963+”.
واستهل الدكتور عماد الجنادي، مدير مشفى نوى حديثه: “نُعرب عن تقديرنا العميق للجهود التي تبذلها منظمة سامز ووعودها الملموسة بتحسين الواقع الصحي في مشفى نوى والمشافي الأخرى، بالتنسيق مع وزارة الصحة. هذا التعاون الواعد سيُسهم بشكل كبير في تعزيز جودة العمل الصحي في مختلف المجالات”.
وعُقد أمس الأربعاء، اجتماع في فندق الشيراتون بدمشق بين وزارة الصحة في الحكومة السورية الجديدة ومنظمة “SAMS” الأميركية (الجمعية الطبية السورية الأميركية)، تحت عنوان “فن الاحتياجات والتحديات والفرص في القطاع الصحي”.
وأضاف الجنادي أن “طُرحت الاحتياجات الصحية الملحّة والعوائق التي تواجه المشفى، إلى جانب الحلول المناسبة لكل تحدٍ. وقد استمعت منظمة سامز باهتمام بالغ إلى جميع الآراء والمقترحات التي قدمها الحضور، بما في ذلك فعاليات القطاع الصحي. وأكدت المنظمة أنها ستأخذ هذه الآراء بعين الاعتبار كخطوط عريضة لعملها المستقبلي”.
وأردف أن “فكرة الورشات التي أطلقتها منظمة سامز تُعد خطوة نوعية تهدف إلى جمع المعلومات من القائمين على العمل الصحي، الذين يمثلون المصدر الأكثر دقة لتحديد الاحتياجات والمشكلات الواقعية. هذا النهج العملي يُسهل وضع خطط مُستنيرة لمعالجة التحديات وتحديد الأولويات.”
وأوضح أن التحديات الرئيسية التي تواجه مشفى نوى كبيرة وتؤثر على جودة الخدمات الصحية، وأبرزها؛ نقص الكوادر البشرية، حيث يحتاج المستشفى إلى أطباء اختصاصيين، خاصة أطباء التخدير، كما أن هناك نقص حاد في فنيي المخبر والأشعة، مما يُثقل كاهل الكادر الحالي ويؤثر على كفاءة العمل.
وأشار الجنادي إلى النقص في التجهيزات الطبية، ودعا إلى توفير أجهزة غسيل كلى بدلاً من الأجهزة الحالية، حيث إن اثنين منها خارج الخدمة والآخرين متهالكان، وجهازي تخدير إضافيين لدعم غرف العمليات الأربع الموجودة، ومعقمات ومواد التخدير.
ولفت إلى أن البنية التحتية مهترئة، ويواجهون أزمة في تأمين الطاقة، في ظل غياب مصادر طاقة ثابتة أو بديلة، والاعتماد على المولدات التي تعمل بالمازوت، والنقص المستمر في مادة المازوت، مما يؤدي إلى التقنين في ساعات تشغيل المولدات وأعطال متكررة.
اقرأ أيضاً: ألمانيا تبدي استعدادها لدعم القطاع الصحي في سوريا
ونوّه الجنادي إلى أن إدارة المشفى وضعت خطط لتجاوز هذه التحديات، ومنها؛ الدعم العاجل والإسعافي، من توفير الأجهزة الطبية الضرورية بشكل فوري، وإيجاد حلول دائمة لأزمة الطاقة، مثل استخدام مصادر طاقة بديلة كالشمسية.
ومن الخطط أيضاً تحسين بيئة العمل، من حيث رفع أجور الكوادر الصحية، وتقديم برامج تدريبية وتعليم مستمر لتعزيز مهارات الكوادر، وتعزيز العمل التطوعي، وتنسيق الجهود والحد من الهدر، وكذلك الدعم الدولي طويل الأمد عبر دعوة المنظمات الدولية لتقديم دعم مستدام يشمل تأمين الأجهزة الطبية، تحسين البنية التحتية، ودعم الكوادر الصحية مادياً، بحسب الجنادي.
وناقش الاجتماع التحديات التي تواجه القطاع الصحي في سوريا، بما في ذلك نقص الموارد الطبية، الحاجة إلى دعم الكوادر الصحية، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية. كما تم استعراض الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق الاستدامة في تقديم الخدمات الطبية للسكان.
وأكد وزير الصحة ماهر الشرع خلال كلمته الافتتاحية أهمية هذا النوع من التعاون مع المنظمات الدولية مثل SAMS، مشدداً على ضرورة تطوير خطط استراتيجية تعالج الاحتياجات الملحة وتستثمر في الفرص المتاحة للنهوض بالقطاع الصحي.
وكانت قد أبدت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه التي وصلت دمشق أمس الأربعاء، استعداد بلادها لدعم القطاع الصحي في سوريا، وإرسال أطباء وتدريبهم لبناء القطاع الصحي في البلاد.
وأعلنت عن إقامة شراكات بين المستشفيات الألمانية والسورية، وعدت شولتسه بتقديم المساعدة لإعادة بناء النظام الصحي، مع التأكيد أن هذا لا يجب ان يُفهم على أنه دعم سياسي للسلطات الجديدة.
والتقت الوزيرة الألمانية بوزير الصحة الحالي ماهر الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وأشارت إلى أنه سيسافر أطباء من ألمانيا إلى سوريا لتقديم تدريبات طبية، بالإضافة إلى إمكانية تدريب الأطباء السوريين في ألمانيا، حيث يُطبق هذا البرنامج حالياً في 52 دولة.
وقالت شولتسه إن حوالي 5,800 طبيب يحملون الجنسية السورية يعملون في ألمانيا، وفقاً للحكومة الألمانية، بالإضافة إلى العديد من الأطباء السوريين المجنسين. كما يوجد أكثر من ألفي ممرض وممرضة.