خاص –محمد حاج أحمد /دمشق
يُعد المتحف الوطني بدمشق رمزاً حضارياً وثقافياً يعكس عراقة التاريخ السوري وتنوعه عبر العصور، إذ يجمع بين جدرانه إرثاً غنياً يُبرز مكانة سوريا كأحد أقدم مراكز الحضارة الإنسانية.
وقالت ريما خوام، أمينة المتاحف في دمشق، في تصريحات لموقع “963+”، أن المتحف الوطني بدمشق يُعد أحد أهم المتاحف في الشرق الأوسط والعالم، حيث يعكس بتصميمه ومحتوياته تاريخ سوريا العريق عبر العصور، ويحمل رسالة الحفاظ على التراث الوطني كإرث ثقافي للأجيال القادمة.
أوضحت خوام أن المتحف، الذي تأسس عام 1919، يُعتبر أول متحف في سوريا، حيث بدأ في قاعة صغيرة بالمدرسة العادلية في باب البريد مقابل المدرسة الظاهرية بدمشق، بمساهمات من عائلات سورية تبرعت بالتحف الأثرية التي شكلت اللبنة الأولى للمجموعات المتحفية.
وأضافت أنه مع تزايد القطع الأثرية، تم بناء المقر الحالي عام 1936 في منطقة المرج الأخضر بتصميم المهندس الفرنسي ميشيل إيكوشار.
وأشارت خوام إلى أن المتحف يتكون من خمسة أقسام رئيسية:
– قسم عصور ما قبل التاريخ، الذي يضم أدوات واكتشافات من العصرين الحجري القديم والحديث.
– قسم الآثار السورية القديمة، الذي يعرض قطعاً من حضارات ماري، إبلا، وأوغاريت، بما في ذلك أول أبجدية مكتشفة.
– قسم الآثار الكلاسيكية، الذي يحتوي على تماثيل ومنحوتات يونانية، رومانية، وبيزنطية.
– قسم الفن الإسلامي، الذي يشمل معروضات من المخطوطات والفخار والمنسوجات.
– قسم الفن الحديث، الذي يعرض أعمالاً لفنانين سوريين معاصرين.
وأكدت خوام أن المتحف يُبرز معالم أثرية سورية أعيد بناؤها داخله، مثل واجهة قصر الحيرة الغربي من العصر الأموي، والمدفن التدمري المليء بالتماثيل النصفية، وكنيس دورا أوروبوس المزخرف برسومات جدارية من القرن الثالث الميلادي، والقاعة الشامية من القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى أحد مداخل جامع يلبغا.
وشددت أمينة المتاحف، على أهمية دور المتحف في نشر الحضارة السورية وتعزيز الهوية الثقافية، خاصة في ظل التحديات الثقافية التي يفرضها العصر الحالي.
ولفتت إلى أن المتحف يُعد مرجعاً مهماً للباحثين، حيث يحتوي على أكثر من مئة ألف قطعة أثرية موثقة، وهو الأكبر والأهم بين المتاحف الـ 35 الموجودة في سوريا.
وحول التحديات، أشارت خوام إلى أن المتحف تعرض لإغلاق مؤقت بغرض الحماية والصيانة، بعد حريق وقع خارج مبناه أثّر على الأسلاك الكهربائية، مؤكدة اتخاذ كافة الإجراءات لحفظ المقتنيات وصيانتها.
وأشارت خوام إلى أن المتحف الوطني بدمشق ليس مجرد متحف، بل هو رمز تاريخي وثقافي يوثق هوية سوريا العريقة عبر العصور، ويؤكد على عمق حضارتها التي أثرت العالم بأسره.