السويداء
شيّع أهالي محافظة السويداء السورية الواقعة جنوب البلاد اليوم الخميس جواد الباروكي الذي قُتل أمس برصاص الأجهزة الأمنية الحكومية، أثناء احتجاج عددٍ من المتظاهرين أمام مركز “التسويات” في “صالة 7 نيسان” وسط المحافظة التي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية.
وقال مراسل “963+”، إن مئات المتظاهرين تجمعوا صباح اليوم في ساحة “الكرامة” وجابوا شوارع مدينة السويداء وصولاً إلى ساحة “سمارة” لتعزية عائلة “الباروكي” والمشاركة في التأبين الذي حضره شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع وعدد من رجال الدين المُمثلين للشيخ حكمت الهجري.
وأمس الأربعاء، طالب الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء المحتجين بـ “تغليب العقل” والحفاظ على سلمية الحراك الشعبي وعدم الانجرار للعنف واصفاً جواد الباروكي بـ “شهيد الواجب”.
وقال الناشط المدني كامل البربور لـ “963+”: “كلنا معرضون للاغتيال ويجب على كافة القوى السلمية في السويداء الوقوف وقفة رجلٍ واحد لإنهاء محاولة العبث بمواقف المُحتجين” داعياً إلى “التكاتف والسلمية في التحركات المُقبلة”.
والباروكي هو أول قتيلٍ يسقط في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة السويداء والتي تستمر منذ نحو 7 أشهر، حيث رفع المتظاهرون شعارات طالبت “بإسقاط النظام” وتطبيق القرار الأممي “2254”.
وشهدت مدينة السويداء وعدد من القرى والبلدات المحيطة بها، أمس الأربعاء، ليلة استثنائية مع اندلاع اشتباكات مسلّحة وإطلاق قذائف صاروخية استهدفت عدداً من المقار الأمنية الحكومية، كما أصابت إحدى القذائف منزلاً بالقرب من دوار الملعب البلدي. وأعقب ذلك حالة من الهدوء الحذر داخل المدينة.
وانطلقت أول تظاهرة في منتصف آب/أغسطس من العام الماضي في ساحة “الكرامة” التي تحوّلت فيما بعد إلى مكان رئيسي لتجمّع المحتجين الذين تمكنوا خلال العام الماضي من إقفال مقار حزب “البعث” الحاكم ومباني تابعة له في السويداء وإزالة صور وتماثيل للرئيس السوري بشار الأسد ووالده.
ونادراً ما تشهد المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أي احتجاجات نتيجة قمع قوات الأمن لمعارضيها.
وأظهر أكثر من مقطع فيديو تمّ نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، محتجين يمزّقون صور الأسد وأخرى يحطمون فيها تمثالاً لوالده دون الاكتراث بالأجهزة الأمنية.
وقبل أيام، رفض الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، متهماً الأخيرة بمحاولات اختراق الحراك وبث الفتن ودعا إلى استمرار التظاهرات قائلاً إن “الشعب يمارس حقه في التظاهر السلمي دون خوف أو وجل”.
وتداولت وسائل إعلام محلية وناشطون على التواصل الاجتماعي، قبل عدة أيام، أنباء حول إعادة فتح باب التسويات الأمنية في محافظة السويداء وهو ما أثار سخطاً لدى أهالي المحافظة. وعلى إثره دخلوا في إضرابٍ شامل تمثّل بإغلاق المحال التجارية وتعليق الدوام في المؤسسات الحكومية وقطع الطرقات المؤدية إلى أماكن حيوية، بالإطارات المحترقة.