واشنطن
قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، اليوم السبت، إن سقوط النظام السوري المخلوع في كانون الأول/ديسمبر الماضي “خلق شرق أوسط جديد”، وفق ما ذكرت صحيفة “الشرق” السعودية.
وأشارت إلى أن انخراط الولايات المتحدة الأميركية في المباحثات مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، جاء لدعم الشعب السوري في خروجه من “النفق المظلم” الذي أدخله إليه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ونجله بشار.
وذكرت ليف أن إزالة المكافأة المخصصة للإدلاء بمعلومات حول قيادة “هيئة تحرير الشام” كان ضرورياً، إذ من غير المنطقي إبقاء المكافأة في وقت أن الشرع طرف رئيسي في المباحثات حول سوريا والتي انخرطت بها أميركا.
وقالت ليف إن استمرار انخراط الولايات المتحدة بالمباحثات مع الجانب السوري وإزالة العقوبات كامل العقوبات الاقتصادية عن سوريا، أمر تركته إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لخلفه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ونوّهت ليف إلى أن سحب القوات الأميركية من سوريا أمر مرتبط بسياسة إدارة الرئيس الأميركي القادم، وضمان الأمن القومي الأميركي وضمان بقاء تنظيم “داعش” تحت الضغط الدائم.
واعتبرت ليف أن “التهديدات في سوريا لا تزال قائمة، فإيران قد تحاول إعادة التسلل إلى الساحة السورية وحزب الله اللبناني كذلك إلى جانب أن القوات الروسية لم تختفي تماماً من سوريا”، على حد تعبير المسؤولة الأميركية.
وأضافت ليف أن الساسة الأميركيون نصحوا قوات سوريا الديموقراطية (قسد) والقيادة المدنية الكردية بالتوجه نحو دمشق، وأن يكونوا جزء من سوريا واحدة و جزء من طاولة الحوار الوطني السوري.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تتواصل مع السلطات التركية وقيادة “قسد” ودمشق لضمان أن يحدث التكامل السوري – السوري، وأن تتراجع الهشاشة في شمال وشرقي سوريا على أمل أن يتم ذلك عبر وقف إطلاق النار.
وأمس الجمعة، قالت وكالة “رويترز” إنّ مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان حذروا الإدارة السورية الجديدة، من أن تعيينهم لمقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني، و”يسيء لهم في محاولتهم إقامة علاقات مع دولية”.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إنّ “التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة سوريا الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين ورئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، الأربعاء الماضي، بالقصر الرئاسي في دمشق”.
وفي العشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي، زار وفد ديبلوماسي أميركي العاصمة السورية دمشق برئاسة باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وبحث الوفد مع المسؤولين السوريين جملة من القضايا كان على رأسها المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا بعد سقوط النظام السوري المخلوع ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، في وقت سابق أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وافقت خلال عطلة نهاية الأسبوع على إصدار إعفاءات لمجموعات المساعدة والشركات التي تقدم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه في سوريا.