نوار عزام – السويداء / خاص
شهدت الساحة السورية منذ إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الماضي، تطورات متسارعة سياسياً وميدانياً، لم تكن محافظة السويداء جنوبي البلاد بمنأى عنها، حيث شهدت اشتباكات بين فصيلين محليين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، أعقبت منع دخول رتل تابع لإدارة العمليات العسكرية من دخول المحافظة. وسط كل هذه التطورات صرّح الزعيم الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري لموقع “963+” عن رؤيتهم لمستقبل العملية السياسية والفترة الانتقالية بالبلاد، وتشكيل الجيش الموحد وتسليم السلاح.
سماحة الشيخ كيف تنظرون إلى التطورات المتسارعة على المشهد السياسي في سوريا، وهل يوجد تواصل بينكم وبين الحكومة في دمشق؟
نحن من أول لحظة عند سقوط النظام تواصلنا مع كافة الأطراف التي ساعدت في تحرير البلاد ونحن من أوائل السوريين الذين قاموا بتحرير منطقتهم ودخول دمشق، بشكل عام أرى أن الأمور مقبولة وخاصة الانضباط الشعبي حيث ليس هناك فلتان وخاصة بعد ممارسات النظام الغير أخلاقية والفساد، المرحلة الحالية دقيقة والبناء فيها دقيق من أجل مستقبل يتلاءم مع جميع السوريين.
اقرأ أيضاً: تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري.. ما وراء القرار؟
خرجتم في لقاءات إعلامية تحدثتم بها عن رفضكم تسليم السلاح وطالبتم بحكم لامركزي ماذا لو رفضت حكومة دمشق هذه المطالب؟
نحن لا نطلب خارج الجو السوري ليس لدينا احتلال نعطي رأي من السوري للسوري يعني نحن ضمن بيت واحد، دائماً نعطي الفكرة التي تخدم بالمستقبل لا أريد أن أدخل بالتفاصيل كرجل دين ولكن بشكل عام اللامركزية وفصل السلطات هذا مهم جداً، ونسعى لتأسيس دولة القانون ودولة المواطنة وننعم بدستور يحمينا في المستقبل بعد محنة طويلة، بالتالي قبلوا أم لم يقبلوا هذا حوار سوري سوري وليس استعمار، عن طريق الحوار والمناقشة يمكن الذهاب نحو الفكرة الصحيحة، وفي سوريا هناك ألوان وطوائف ويجب أن يمثل الجميع حتى لو كانت مجموعات صغيرة.
لماذا تم منع الرتل العسكري القادم من دمشق من دخول السويداء؟
الموضوع أعطي أكثر من حجمه ولم يكن هناك تنسيق والرتل جاء بساعة غير مناسبة، نحن نتعامل مع الإدارة المؤقتة للبلاد وهناك تنسيق فيما بيننا، نركز على أن يكون المؤتمر الوطني من الفعاليات وأصحاب الاختصاص لتشكيل لجان لصياغة الدستور، واتفقنا مع الإدارة في دمشق على المحافظة على كوادرنا في السويداء.
هل سيتم حل الفصائل وتسليم المؤسسات في محافظة السويداء؟
نحن حريصون أن تبقى الدوائر كما هي، نعم يوجد فساد لكن هناك أناس جيدون، وفي المستقبل سيكون هناك تغيير للأشخاص بناءً على اختيارات الناس وبما يصب بمصلحة الجميع، الدوائر الآن لن تتغير وهي في خدمة المواطن، وليس هناك إدارة تمثل البلاد حالياً، وسلاحنا غال علينا كثيراً ولا نستطيع تسليمه حتى يكون هناك جيش وطني ودولة حامية للسوريين.
كيف كانت زيارة “الائتلاف” للسويداء واجتماعكم معهم؟
أي تواصل مع السوريين والعاملين في المجال السياسي نراه مثمراً، لجنة التفاوض لها وجهات نظر سلبية وأخرى إيجابية وهناك لجنة سياسية في السويداء والحراك الشعبي في المحافظة كان حضارياً حتى تم إسقاط النظام حيث خاطب السوريين جميعاً والمنظمات الدولية والأممية بشكل حضاري، يجب الجلوس على طاولة مستديرة بين الجميع وخاصة السياسيين ونحن نرحب بكافة الأطراف السورية التي تزورنا والهدف هو بناء مستقبل جيد لسوريا الجديدة.
ماهي تطلعاتكم لمستقبل سوريا وهل هناك توصيات للحكومة الجديدة؟
الحكومة المؤقتة إلى الآن لا تمثل الشعب السوري بشكل عام ولكن قبولنا لها هو كإدارة للبلاد ومتعاونون معهم بشكل كبير، في المرحلة المقبلة ستتشكل حكومة ولكن يجب أن يكون تمثيلها أوسع ونحن في سوريا جسد واحد ولكن بالمرحلة المقبلة يجب أن يكون هناك اطمئنان للدستور من كافة السوريين ونتأمل بالمستقبل أن يكون هناك تشاركية، الشعب السوري الآن لديه تحدي بناء دولة المواطنة وهذه الدولة مميزة كونها ذات طابع متجانس تاريخياً.
يشار، إلى أنه تنتشر في السويداء عدة فصائل محلية تأسست خلال سيطرة النظام المخلوع على المحافظة أبرزها حركة “رجال الكرامة” برئاسة يحيى الحجار، وقوات “شيخ الكرامة” الذي انشق عنه منذ عام 2018 برئاسة ليث البلعوس، و “لواء الجبل” الذي يقوده شكيب عزام، و “أحرار الجبل” بقيادة سليمان عبد الباقي، الذي كان من بين الوفد الذي التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق بعد إسقاط النظام.
ويقول نشطاء من السويداء، إن “هذه الفصائل تشكلت في ظل وجود النظام المخلوع قبل سنوات، للدفاع عن المحافظة وضبط الأمن وملاحقة المجرمين وتجار المخدرات، وقادت هجمات مطلع الشهر الماضي، أسفرت عن إخراج قوات النظام من المنطقة، وتسلمت الأمور الأمنية هناك بالتنسيق مع إدارة العمليات العسكرية”.
وكان الكاتب والباحث جمال الشوفي المقيم في السويداء قد قال في تصريحات سابقة لموقع “963+”، إنه “لا يعتقد أن الفصائل قادرة بمفردها على إدارة شؤون المحافظة لكنها عامل مهم جداً، حيث تتم المطالبة بها حالياً كوضع مؤقت لضبط الأمن، إلا أن المحافظة بحاجة إلى شرطة وضابطة عدلية، والتي يجب العمل عليها بالتنسيق مع المركز”، مشيراً إلى أنه “يمكن دراسة مطلب أن تكون الشرطة من أبناء المنطقة عبر تأهيل من يرغب منهم عبر دورات صحيحة، إلى جانب من يرغب بالالتحاق بالجيش عبر شروط عامة لا تتعلق بالسويداء وحدها”.