باريس
حثّ وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو اليوم الأحد، على ألّا تستغل أي قوة أجنبية سقوط نظام بشار الأسد لإضعاف سوريا، وجاء ذلك بعد يومين من زيارته دمشق حيث التقى الإدارة الجديدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لإذاعة “آر تي إل” إنّ “سوريا تحتاج بطبيعة الحال إلى مساعدة، لكن من الضروري ألا تأتي قوة أجنبية، كما فعلت لفترة طويلة روسيا وإيران، تحت ذريعة دعم السلطات أو دعم سوريا.. وتُضعفها بشكل إضافي”.
كما أضاف بارو أنّ “مستقبل سوريا يعود إلى السوريين. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن هدف السيادة الذي أظهرته السلطة الانتقالية وممثلو المجتمع المدني والمجتمعات الذين التقيناها كذلك هو أمر سليم”.
وأشار إلى أنّ سوريا “تحتاج إلى إصلاح اقتصادي”، مردفاً: “يجب إدراك أن إجمالي الناتج المحلي، أي الثروة التي تنتجها سوريا، تراجع إلى الخُمس خلال عشر سنوات، ويتعين التذكير بأنّ 50% من البنية التحتية قد دمرت في ظل عهد بشار الأسد”.
وأكد الوزير الفرنسي أنّ بعض العقوبات الدولية المفروضة على سوريا “من غير المقرر رفعها، وخصوصاً تلك المتعلقة بنظام بشار الأسد ومسؤوليه”. وقال إنّ “ثمة عقوبات أخرى من المحتمل رفعها بسرعة إلى حد ما، خصوصاً تلك التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري”.
وتابع: “بالنسبة إلى ما تبقى، فالأمر يتعلق بنقاش بدأناه مع شركائنا الأوروبيين وسيعتمد على وتيرة السلطات الانتقالية السورية ومراعاة مصالحنا وخصوصاً مصالحنا الأمنية”، مشدداً على أنّه “لا مكان للإرهاب في سوريا الجديدة”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد دعا من العاصمة دمشق، الجمعة الماضي، الإدارة السورية الجديدة إلى التوصل لحلّ سياسي مع الأكراد في شمال وشرق البلاد، وإتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية السورية.
وزار بارو رفقة نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، العاصمة السورية دمشق الجمعة حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
كما قال بارو خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري بدمشق: “ينبغي إيجاد حلّ سياسي مع حلفاء فرنسا الذين هم الأكراد لكي يتمّ دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حاليا”.
والخميس الماضي، تكلّم بارو مع القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) مظلوم عبدي، وفقاً لوزارة الخارجية الفرنسية.
وأكدت الخارجية الفرنسية حينها، أنّ الطرفان ناقشا “الانتقال الجاري في سوريا، مذكّرين بأهمية حوكمة ديموقراطية تكون كلّ مكوّنات سوريا معترف فيها في إطارها، ويتم تمثيلها بالكامل”.