حلب
بدأت القوات الأميركية، صباح اليوم الخميس، بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من الفرن الآلي في مدينة كوباني، شمالي سوريا، في خطوة تهدف إلى مواجهة التهديدات التركية المتزايدة في المنطقة، بحسب ما ذكر مصدر ميداني لموقع “963+”.
وكانت قد شهدت الأيام الماضية وصول شاحنات تحمل كتلاً إسمنتية ومعدات عسكرية مختلفة، في خطوة تشير إلى عزم التحالف الدولي تعزيز وجوده العسكري في المدينة.
وشهدت كوباني تحركاً لوجستياً ملحوظاً تمثل بوصول رتل من الشاحنات المحملة بغرف مسبقة الصنع، كاميرات مراقبة، آلات حفر خنادق، كتل إسمنتية، وصهاريج وقود.
ويشير المصدر إلى أن فندق “كينم” في وسط المدينة، والذي كان قد تحول في وقت سابق إلى سكن طلابي، سيصبح مركزاً للقاعدة الجديدة.
وشهدت مدينة كوباني، خلال الفترة الماضية، حالة من التوتر المتزايد مع حشد تركيا لقواتها ومدفعياتها قرب الحدود. ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذا الحشد أثار قلقاً أميركياً من إمكانية تنفيذ توغل عسكري تركي جديد يستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
ورغم الوساطة الأميركية لوقف التصعيد، لم تُثمر الجهود عن هدنة دائمة. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن تركيا والفصائل المدعومة من قبلها، لم تلتزم بالاتفاق، ليقوم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي، بتقديم مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لفرض عقوبات على تركيا، على خلفية اختراق الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية المعلن من قبل أميركا.
اقرأ أيضاً: سلاح العقوبات الأميركية ضد تركيا هل يوقف الهجوم على “كوباني”؟ – 963+
بينما أبدى القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، استعدادهم لإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف أميركي لخفض حدة التوتر.
وتعتبر كوباني، رمزاً للمقاومة ضد تنظيم “داعش” بعد هزيمته في المدينة عام 2015، وتواجه اليوم تهديدات قد تؤدي إلى كارثة إنسانية، بحسب ناشطين ومحللين.
وتستضيف المدينة آلاف النازحين، من مناطق الشهباء وتل رفعت، مما يزيد من المخاوف الإنسانية لأي هجمات على كوباني.
اقرأ أيضاً: بين التحشيدات التركية والمخاوف الإنسانية.. كوباني تواجه مصيراً مجهولاً – 963+
وفي ظل التصعيد، كانت قد دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، تركيا إلى وقف هجماتها على كوباني، مؤكدةً أهمية المدينة كرمز للمقاومة الكردية ضد “داعش”. وأعربت عبر منصة “إكس” عن قلقها من تفاقم المعاناة، قائلة: “إراقة المزيد من الدماء هو آخر ما يحتاجه السوريون بعد سنوات من الحرب”.
ويمثل بناء القاعدة العسكرية الأميركية في كوباني خطوة استراتيجية تهدف إلى تأمين المنطقة ضد أي عمليات تركية محتملة، لكنها تأتي في ظل تحديات سياسية وعسكرية معقدة. المدينة التي تحمل رمزية تاريخية للمقاومة تجد نفسها مجدداً في قلب النزاعات الإقليمية والدولية.
وكانت قد انسحبت القوات الأميركية من كوباني في أواخر عام 2019 عقب العملية العسكرية التركية في منطقتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض. ومنذ ذلك الحين، تعيش المدينة تحت تهديد مستمر مع تصاعد التوترات على الحدود.