درعا
شهد معبر نصيب ـ جابر الحدودي تطورات ملحوظة في الفترة الأخيرة، في ظل جهود الإدارة الجديدة لإعادة تأهيله وتعزيز دوره كمحور للتجارة وحركة الأفراد بين سوريا والأردن. المعبر، الذي طالته سنوات من الإهمال والتوترات الأمنية، أصبح اليوم شرياناً حيوياً للتبادل الاقتصادي والإنساني.
وقال أيمن عطار، رئيس قسم الهجرة والجوازات في معبر نصيب، بأن “عمليات إعادة التأهيل الشاملة شملت تجهيز المباني المخصصة لاستقبال السوريين القادمين والمغادرين وتنظيم حركة المسافرين بشكل كامل”.
وأضاف عطار لموقع “963+” أن الإدارة الجديدة ركزت على تحسين البنى التحتية وإزالة السواتر الترابية، التي كانت تعيق حركة المسافرين والشاحنات التجارية.
وأوضح عطار أن المعبر “يشهد حالياً حركة يومية تقارب 2000 مسافر، تشمل السوريين والعرب والأجانب، بينما يبلغ عدد السوريين المغادرين حوالي 500 شخص يومياً. وأكد أن السلطات تبذل جهوداً كبيرة لتقديم كافة التسهيلات لضمان تجربة عبور مريحة وآمنة.
التحديات السابقة والجهود الحالية
أشار عطار إلى أن الفترة السابقة، قبل سقوط النظام السوري المخلوع، شهد المعبر تدهوراً كبيراً في الطرق والمنشآت.
وجاءت إعادة فتح المعبر تتويجاً لجهود إعادة الإعمار التي تضمنت إصلاح الطرق والبنى الأساسية، إلى جانب تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة المسافرين والبضائع.
ويُعد معبر نصيب-جابر شرياناً اقتصادياً وإنسانياً بين سوريا والأردن، حيث ساهمت إعادة فتحه في تعزيز التجارة بين البلدين وتسهيل حركة الأفراد. كما أسهم المعبر في عودة حوالي 18 ألف سوري إلى بلادهم، مما يعكس تحسن الأوضاع الأمنية واستعداد العديد منهم للمشاركة في جهود إعادة الإعمار.
معبر نصيب عبر التاريخ
قبل الحرب السورية في عام 2011، شكل معبر نصيب منفذاً رئيسياً لنقل البضائع بين سوريا والأردن، ولعب دوراً بارزاً في نقل الصادرات اللبنانية إلى الأسواق العربية. ومع اندلاع الحرب وسيطرة الفصائل المعارضة على المعبر، أُغلق الجانب الأردني في 2015.
وفي تموز/ يوليو 2018، استعاد النظام السوري المخلوع السيطرة عليه، ما مهد الطريق لعودته إلى العمل بشكل تدريجي. وفي أيلول/ سبتمبر 2021، تم افتتاح المعبر رسمياً أمام حركة الأفراد والشحن بعد سلسلة من عمليات الترميم والإصلاح.
ويمثل معبر نصيب نقطة وصل استراتيجية بين سوريا والأردن، ويعكس نجاح الجهود المشتركة لتجاوز التحديات السابقة. ومع استمرار حركة المسافرين والنقل التجاري، يبرز المعبر كجسر للتعاون الإقليمي والتبادل الاقتصادي الذي يساهم في تعزيز استقرار المنطقة.