دمشق
حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية غير الحكومية اليوم الثلاثاء، من أن أكثر من نصف أطفال سوريا أصبحوا منقطعين عن الدراسة.
وقالت مديرة المنظمة في سوريا رشا محرز في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، إن “3،7 ملايين طفل منقطعون عن الدراسة هذا العام، أي أكثر من نصف الأطفال في سن المدرسة”.
وقد دمرت أو تضررت بعض المدارس بسبب سنوات الحرب التي أدت إلى نزوح الملايين.
وأوضحت خلال المقابلة في دمشق، أن قسماً آخر من المدارس يُستخدم حالياً “ملاجئ بسبب موجة النازحين الجديدة”، داعية السلطات الانتقالية إلى “اتخاذ إجراءات فورية لإعادة إدماج” الأطفال.
ونزح بحسب الأمم المتحدة أكثر من 700 ألف شخص بسبب الهجوم الذي شنته فصائل مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” وأدى إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول/ديسمبر.
وأكدت رشا محرز أن غالبية الأطفال السوريين أو “حوالي 7,5 ملايين طفل، بحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية”.
وأضافت أن هذا الوضع ناجم عن “نحو 14 عاماً من النزاع والكوارث الطبيعية والانهيار الاقتصادي، ما حرم الأطفال من حقوقهم الأساسية، من بينها الحصول على التعليم”.
ويعيش حاليا في البلد الذي لا يزال يعاني من العقوبات الاقتصادية الغربية، أكثر من واحد من كل أربعة سوريين في فقر مدقع، وفقاً للبنك الدولي الذي قدّر أن الزلزال المدمر الذي وقع عام 2023 فاقم الوضع.
وقالت محرز إن الحرب كان لها أيضاً “تأثير كبير صادم” على الأطفال، مؤكدة أن “العديد من الأطفال ولدوا خلال هذا النزاع، وأصبح بعضهم مراهقين أو شباناً خلال سنوات الحرب”، حيث تقدر منظمتها غير الحكومية أن حوالي 6,4 ملايين منهم بحاجة إلى دعم نفسي.
وسلطت محرز الضوء أيضاً على تأثّر الاستجابة الإنسانية بالعقوبات الدولية التي فرضت على سوريا في ظل حكم نظام بشار الأسد بعد بدء الحرب، قائلة إنها ألقت بظلالها على “الشعب السوري”.
في هذا الصدد، دعا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الأحد الماضي، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على بلاده.
وقالت مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا: “من الصعب جداً علينا الاستمرار في تلبية احتياجات” السوريين في ظل هذه العقوبات.
وخلفت الحرب التي اندلعت عام 2011 بعد القمع الدامي للتظاهرات المطالبة بالديموقراطية، أكثر من 500 ألف قتيل وشردت ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.