في خطوة تعكس التغيرات الجذرية في المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة تاريخية إلى دمشق، بدعوة من نظيره السوري أسعد الشيباني. تأتي الزيارة في إطار جهود إقليمية لتعزيز الاستقرار ودعم العملية السياسية في سوريا. خطوة يرى فيها محللون أنها تعكس تداخل المصالح الأردنية-السورية، وتحمل نتائج اجتماعات العقبة العربي والدولي.
وتأتي زيارة الصفدي في إطار جهود تعزيز الاستقرار في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي الأولى من نوعها لمسؤول أردني رفيع المستوى منذ هذا التحول السياسي.
وصرّح الكاتب السياسي حمادة فراعنة أن زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق جاءت بدعوة رسمية من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وفي إطار التفاهمات التي توصلت إليها لجنة التواصل العربية المنبثقة عن اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بشأن سوريا.
“مصالح مشتركة”
وأوضح فراعنة لـ”963+” أن “الصفدي حمل معه نتائج وتوجهات اجتماعي العقبة العربي والدولي حول سوريا”، مشيراً إلى أن “العلاقات الأردنية-السورية تتميز بتداخل المصالح المشتركة، مما دفع الأردن إلى تلبية الدعوة السورية، خاصة في ظل انعكاسات الرسائل والتفاهمات التي أُقرت في اجتماعات العقبة”.
وأضاف أن هذه الزيارة تأتي بعد سلسلة زيارات أميركية وأوروبية استطلاعية إلى دمشق، “وستكون لها تأثير مباشر على تشكيل أرضية مشتركة للحركات العربية وتوجهاتهم تجاه سوريا ضمن إطار مؤسسات الجامعة العربية”.
وأكد الصفدي خلال اللقاء دعم الأردن لعملية سياسية شاملة في سوريا، مشدداً على استعداد المملكة للمساهمة في جهود إعادة الإعمار. وقال: “نؤيد عملية سياسية شاملة في سوريا، ومستعدون لدعم أشقائنا السوريين في بناء وطنهم”.
وأضاف الوزير الأردني أن الأردن يقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أهمية صياغة دستور جديد يشمل جميع الأطراف السياسية.
وأكد الدكتور محمد المعاقبة، أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بالجامعة الأردنية ومدير مركز الاستشارات في الجامعة، أن استقرار سوريا واستمرار عمل مؤسساتها يشكلان مصلحة مشتركة لكل من سوريا والأردن.
اقرأ أيضاً: مباحثات موسعة بين أحمد الشرع وأيمن الصفدي في دمشق – 963+
وأوضح المعاقبة لموقع “963+” أن “استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية في سوريا، واستمرار تقديم الخدمات من قبل مؤسسات الدولة، يعدان عاملين أساسيين لدعم المنطقة بأكملها”.
وناقش الشرع والصفدي، القضايا الإقليمية، بما في ذلك التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، حيث أشار الصفدي إلى أن هذا التوغل يهدد بإشعال صراعات جديدة في المنطقة.
كما تناولت المباحثات ملف الإرهاب، وأكد الصفدي: “سنقف معاً في مواجهة الإرهاب، لأنه خطر يهددنا جميعاً”.
وفي هذا السياق، اعتبر المعاقبة أن التوغل الإسرائيلي في سوريا يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية، مشدداً على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة والالتزام بالشرعية الدولية.
وأوضح الصفدي أن المباحثات تناولت قضايا التجارة، الحدود، المساعدات الإنسانية، والربط الكهربائي، مؤكداً أن الأردن حمل إلى دمشق رسالة دعم للشعب السوري في بناء دولتهم. كما أشار إلى توافق الطرفين على أهمية عقد مؤتمر وطني لمناقشة مستقبل سوريا.
الصفدي هو أول وزير خارجية عربي يلتقي الشرع ومسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة، مما يعكس اهتماماً عربياً متزايداً بدعم سوريا في هذه المرحلة الانتقالية.
وتأتي هذه التحركات في ظل تغيرات جذرية في المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد، حيث باتت الظروف مهيأة لعودة اللاجئين السوريين، بحسب تصريحات أردنية.