بيروت
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة أن ديبلوماسيين أميركيين وصلوا إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة، في مهمة ديبلوماسية غير مسبوقة بين واشنطن ودمشق خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً.
وسيلتقي الديبلوماسيون ممثلي “هيئة تحرير الشام”، وهي منظمة تصنفها واشنطن إرهابية، والمجتمع المدني لمناقشة “رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة الأميركية دعمهم”، على ما أوضح ناطق باسم وزارة الخارجية.
وكان باراك رافيد، مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي، قد قال في منشور على منصة “إكس” مساء أمس الخميس إن باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ستزور دمشق في الأيام المقبلة، على رأس وفد ديبلوماسي.
أول اتصال رسمي
ونسبت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إلى مصادر مطلعة قولها إن الرئيس الأميركي جو بايدن “سيرسل ديبلوماسيين كبارا إلى دمشق للقاء أحمد الشرع بقيادة باربرا ليف، وإن اجتماع الوفد المقرر مع الشرع سيكون أول اتصال رسمي بين الولايات المتحدة وقادة ’هيئة تحرير الشام‘”.
وبحسب رافيد، يرافق ليف في رحلتها السورية المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا دانيل روبنشتاين. يضيف رافيد: “يقول مسؤولون أميركيون إن الخارجية استدعت روبنشتاين المتقاعد من السلك الديبلوماسي مرة أخرى لينضم إلى السفارة الأميركية في بغداد. لكن، بعد انهيار نظام الأسد، طُلب منه الذهاب إلى سوريا بدلاً من ذلك، ليكون أعلى دبلوماسي أميركي رتبة في الميدان”.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”، سيكون حاضراً أيضاً في الجولة الديبلوماسية روجر كارستينز، المسؤول عن جمع الأدلة بشأن الأميركيين المفقودين في سوريا كالصحافي أوستن تايس، الذي خُطف في آب/أغسطس 2012.
وكان وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن قد صرح في الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة “على اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام”، التي قادت الهجوم الذي أطاح الأسد، وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها الولايات المتحدة علناً أي اتصال مباشر مع “الهيئة” التي تصنفها كمنظمة إرهابية.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بالأردن إن المحادثات مع “هيئة تحرير الشام” تركزت على مناقشة مصير تايس، ومناقشة المبادئ الأميركية المتعلقة باحتمال الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة.
من هي باربرا ليف؟
تتمتع ليف بخبر طويلة في شؤون الشرق الأوسط. فقد شغلت منصب نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية في “مكتب شؤون الشرق الأدنى”، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق.
وأدارت “فريق إعادة الإعمار الأميركي” في البصرة بالعراق، كما شغلت منصب المدير الأول لـ “مكتب الشؤون الإيرانية” في وزارة الخارجية الأميركية. إضافة إلى ذلك، شغلت مناصب ديبلوماسية في روما وسراييفو وباريس والقاهرة وتونس والقدس وبورت أو برنس.
ثم شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بين عامي 2014 و2018، لتنضم بعدها إلى معهد واشنطن بصفة “زميلة زائرة متميزة في زمالة روزنبلات”، علماً أنها خريجة كلية وليام وماري، وحاصلة على درجة الماجستير في الشؤون الخارجية من جامعة فيرجينيا، وتتكلم العربية والفرنسية والإيطالية والصربية الكرواتية بطلاقة.