برزت غرفة عمليات الجنوب السوري كتحالف عسكري محوري في إسقاط نظام بشار الأسد، من خلال تنسيق واسع بين الفصائل المعارضة في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة وريف دمشق. وأوضح العقيد نسيم أبو عرة، قائد الغرفة، لموقع “963+” أن العمليات العسكرية لم تشهد تنسيقاً مع “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى استعداد الغرفة لحل نفسها والانضمام لجيش موحد في حال تشكيل وزارة دفاع حكومية لضمان الأمن وإعادة الإعمار.
وتتألف غرفة عمليات الجنوب، التي أعلن عن تشكيلها قبل يومين من سقوط النظام السوري، من عدة فصائل، أبرزها اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، ومركزية درعا التي تضم فرقة 18 آذار/ مارس ومقاتلين محليين. كما توجد فصائل من المنطقة الغربية لدرعا مثل حركة أحرار الشام ولواء المعتز. أما في السويداء، فقد شمل التنسيق مع فصائل “رجال الكرامة” و”لواء الجبل”، حيث تم الاتفاق مع هذه الفصائل قبل بدء العمليات لضمان تنسيق الجهود.
وفي الـ8 من هذا الشهر، استفاقت سوريا، على أصوات التكبيرات من المساجد والزغاريد ووقع الرصاص، ابتهاجاً بإعلان “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة دخول دمشق وهروب الرئيس السابق بشار الأسد، و”بدء عهد جديد” لسوريا، وتضاربت الأنباء حول مشاركة فصائل الجنوب السوري والتنسيق مع الهيئة في تلك العملية.
اقرأ أيضاً: درعا والقنيطرة: تنسيق جنوبي وغرفة عمليات جديدة – 963+
“لم يكن هناك تنسيق”
أكد العقيد نسيم أبو عرة، القائد العسكري العام لغرفة عمليات الجنوب، أن التنسيق مع “هيئة تحرير الشام” خلال العمليات العسكرية “لم يكن موجوداً”، مشيراً إلى أن غرفة عمليات الجنوب ركزت تنسيقها على المناطق الجنوبية في السويداء ودرعا والريف الغربي للقنيطرة وريف دمشق.
وأضاف أبو عروة، لـ”963+” أنه في حال تشكيل وزارة دفاع تابعة للحكومة، فإن “الغرفة مستعدة للانضمام إلى الجيش الموحد لضمان سلامة البلاد وتأمين المقاتلين الذين شاركوا في العمليات العسكرية”.
وعن استعداد الغرفة لحل نفسها في حال تشكيل الجيش الجديد، أوضح القائد العام لغرفة عمليات الجنوب، أن “ذلك ممكن إذا اقتضت المصلحة العامة”، مشدداً على أهمية “تشكيل جيش موحد يهدف إلى إعادة الإعمار وتعزيز الأمن في سوريا”.
وأشار أبو عرة إلى أن “تشكيل الجيش الجديد ينبغي أن يشمل كافة الفصائل لضمان الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار وإعادة الأمن، مع استثناء الفصائل المتطرفة التي تحمل فكر داعش أو تنتمي إليها، حيث سيتم استبعادها بالكامل”.
وأكد أن انضمام الفصائل إلى وزارة الدفاع الجديدة “سيسهل تنظيم المرحلة المقبلة وتحقيق الاستقرار في البلاد”.
اقرأ أيضاً: دمشق تبتهج بإعلان فصائل المعارضة “هروب الأسد” – 963+
“مراجعة 2254”
وبعد سقوط نظام الأسد، تسارعت الأحداث في سوريا، حيث تم تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة محمد البشير، واستلمت المؤسسات التي كان يديرها النظام السابق، وتوافدت الدول العربية والأوروبية إلى دمشق وأعيد فتح سفارات لدول كانت قد أغلقت منذ بدء الحرب السورية قبل 13 عاماً.
وأمس كان قد بحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون بدمشق، مع قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، العملية السياسية السورية.
ودعا الشرع خلال اللقاء، إلى “ضرورة مراجعة قرار مجلس الأمن 2254 بشأن سوريا، ليواكب الواقع الجديد بناءً على المعطيات والتطورات الأخيرة”، وفق ما أفاد بيان صادر عن قيادة العمليات العسكرية.
كما شدد على “أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة الملفات السورية، وضرورة التأكيد على وحدة أراضي سوريا وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية”.
وأشار قائد قيادة العمليات العسكرية، إلى “أهمية التعامل بحذر خلال المرحلة الانتقالية، وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام فعّال، إلى جانب توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي من أجل ذلك”، داعياً إلى تنفيذ ذلك بإشراف فرق متخصصة.
وجاءت زيارة بيدرسون إلى دمشق، بعد يوم من اجتماع دولي وعربي في مدينة العقبة الأردني، طالب في بيانه الختامي، “بضمان ألا تشكل الأراضي السورية تهديداً لأي دولة أو ملاذاً للإرهابيين”.
كما دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر خلال الاجتماع إلى “عملية انتقالية سلمية جامعة في سوريا، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وأهدافه وآلياته”.