موسكو
ذكرت وكالة “بلومبرغ”، اليوم السبت، أن روسيا تسعى جاهدة لإبرام اتفاق مع القيادة الجديدة في سوريا يضمن استمرار وجودها العسكري في البلاد، من خلال الاحتفاظ بقاعدتين استراتيجيتين: قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية. ويأتي ذلك في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، وفقًا لما أورده التقرير.
وبحسب مصادر مطلعة في موسكو وأوروبا والشرق الأوسط، تجري مفاوضات حثيثة لتأمين بقاء القوات الروسية في هاتين القاعدتين، حيث تعتبر موسكو وجودها هناك عنصراً رئيسياً في استراتيجيتها الإقليمية.
وتشير تقارير إلى أن وزارة الدفاع الروسية تؤمن بوجود تفاهم غير رسمي مع “هيئة تحرير الشام” يسمح باستمرار التواجد الروسي، رغم التحديات الأمنية الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في سوريا.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات رسمية أن موسكو أجرت اتصالات مع “هيئة تحرير الشام” في دمشق، معرباً عن أمله في التزام الهيئة بضمان أمن الديبلوماسيين الأجانب. كما أوضح أن روسيا ترى ضرورة الحفاظ على قواعدها العسكرية في سياق استمرار المعركة ضد تنظيم “داعش”.
وكانت “هيئة تحرير الشام” وفصائل من المعارضة السورية المسلحة، قد سيطرت منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، على العاصمة دمشق بعد سقوط نظام الأسد وفراره إلى سوريا، أعقب ذلك تكليف “إدارة العمليات العسكرية” لمحمد البشير بتشكيل حكومة مؤقتة.
وفي ظل صمت المسؤولين في الحكومة الانتقالية السورية والكرملين، ذكرت تقارير غربية أن القواعد الروسية تُعتبر، من وجهة نظر المجتمع الدولي، عنصراً محورياً في الحد من احتمالات تصاعد التطرف في المنطقة.
وسلطت “بلومبرغ” الضوء على الأهمية الجيوسياسية لقاعدة طرطوس البحرية، كونها تمثل منفذ روسيا الوحيد إلى البحر المتوسط. كما أشارت إلى أن سقوط نظام الأسد ألغى فعلياً فاعلية عقود الإيجار الموقعة مع دمشق في عام 2017، والتي كانت مدتها 49 عاماً.
وأضاف التقرير أن الكرملين قام بنقل الأسد وأفراد عائلته إلى المنفى في روسيا، بعد إقناعه بأن الحرب قد حُسمت لصالح الهيئة وحلفائها الذين سيطروا على العاصمة دمشق.
وبدأت “الهيئة” والفصائل في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عملية عسكرية أطلقوا عليها اسم “ردع العدوان” في حلب وإدلب شمال غربي البلاد، أسفرت عن السيطرة على المحافظتين بشكل كامل، قبل أن تتمكن من السيطرة على حماة وحمص لاحقاً والتقدم نحو دمشق والسيطرة عليها.