برلين
قررت ألمانيا، اليوم الأحد، تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، وذلك وسط تزايد الغموض حول الوضع الأمني والسياسي في سوريا. وأكد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) أن قراره بتجميد البت في الطلبات جاء نتيجة تعقيدات الوضع في سوريا، مما يجعل من الصعب تقييم الأسباب التي تدفع السوريين للفرار إلى ألمانيا.
وفي تصريحات لصحيفة “WELT”، أفادت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية بأن “الوضع في سوريا أصبح غامضاً للغاية، مما يبرر مراجعة الطلبات المُقدمة”.
وأضافت المتحدثة أن “المكتب الاتحادي لديه الخيار في تأجيل النظر في الطلبات إذا كانت الظروف المتعلقة بالوضع في البلد الأصلي غير واضحة، وهو ما يطبَّق حالياً على الطلبات السورية. وعلى ضوء هذا القرار، تم إعطاء الأولوية لطلبات لجوء أخرى ضمن الترتيبات المتدرجة”.
وتشير الإحصائيات إلى وجود 47,000 طلب لجوء من سوريين قيد الانتظار، منها نحو 46,081 طلباً أولياً. ويأتي هذا القرار في إطار ضبابية المشهد السوري الداخلي الذي قد يؤثر على القرارات المتعلقة باللجوء، إلا أن الإجراءات الحالية لن تشمل الإجراءات المعروفة بـ”دبلن”، حيث تكون دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي مسؤولة عن إجراءات طلبات اللجوء.
ووفقاً لأرقام وزارة الداخلية الألمانية، يعيش في ألمانيا حالياً حوالي 974,136 سورياً، حتى تاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتُظهر البيانات ما يلي: “321,444 سورياً لديهم وضع لاجئ. 329,242 سورياً يتمتعون بحماية ثانوية، مما يعني أنهم لا يُعتبرون لاجئين رسميين لكنهم يُعرضون لخطر أضرار جسيمة في وطنهم. والعدد المتبقي من السوريين في ألمانيا لديهم تصاريح إقامة أخرى، منها لم الشمل العائلي”.
وفيما يخص الوضع الأوروبي، كشفت التقارير عن أن النمسا تستعد لبرنامج عودة وترحيل منظم إلى سوريا. وفقاً لمصادر من صحيفة WELT، أصدر المستشار النمساوي كارل نيهامر، تعليماته إلى وزير الداخلية غيرهارد كارنر، بتعليق جميع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين ومراجعة جميع طلبات اللجوء الممنوحة سابقاً.
وقد أكد كارنر أن هذا القرار يأتي في سياق ضمان سلامة وإعادة تقييم وضع السوريين الموجودين في النمسا. كما أُوقفت إجراءات لم الشمل حتى إشعار آخر.
ووفقاً للإحصائيات، تأثر نحو 7,300 إجراء لجوء مفتوح، بقرار التجميد، مع وجود نحو 95,180 سورياً يعيشون حالياً في النمسا حتى بداية عام 2024. من كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تم تقديم 12,871 طلب لجوء من سوريين في النمسا، ما يعكس حجم التداعيات السياسية والاجتماعية الناجمة عن استمرار أزمة اللجوء.
وأسقطت “هيئة تحرير الشام” وحلفائها في سوريا نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي فر إلى روسيا، وقدمت له لجوءاً سياسياً بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.