دمشق
تتزايد حدة التوترات الميدانية والسياسية في سوريا مع استمرار التحولات الكبيرة في خارطة السيطرة العسكرية في العديد من المناطق. من بادية حمص إلى الجنوب السوري، وصولاً إلى الشمال الشرقي، تشهد الساحة السورية مواجهات بين “هيئة تحرير الشام”، وفصائل معارضة مسلحة مدعومة من أنقرة من جهة والقوات الحكومية السورية من جهة أخرى، بالإضافة إلى تدخلات إقليمية تؤثر بشكل مباشر على مجريات الأحداث.
حمص ومحيطها
شهدت محافظة حمص تصعيداً لافتاً في الأحداث الميدانية والسياسية، مع تأكيد مصادر مقربة من “حزب الله” لوكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب)، “إرسال نحو ألفي عنصر إلى منطقة القصير الحدودية مع لبنان”.
وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن “حزب الله أرسل ألفي مقاتل إلى منطقة القصير(…)الحدودية، للدفاع عن مواقعه”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحزب “لم يشارك في أي معركة بعد” ضدّ الهيئة والفصائل التي تحقّق تقدّماً على حساب قوات الحكومة في شمال البلاد ووسطها.
في سياق متصل، أفاد مسؤولون غربيون، لـ”رويترز” بأن “حزب الله” نشر قوات إشرافية محدودة في مدينة حمص أمس الجمعة، وسط تحذيرات من أن أي انتشار واسع النطاق قد يفتح الباب أمام ضربات إسرائيلية مباشرة.
وفي الوقت نفسه، أكدت السلطات اللبنانية وقوع غارات إسرائيلية على معبرين حدوديين بين لبنان وسوريا، ما يعكس تصاعد التوتر الإقليمي.
وتصاعدت وتيرة القصف من قبل القوات الحكومية السورية على مدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي. وفي تطور ميداني آخر، أكدت مصادر عسكرية لـ”963+”، “إخلاء مطار الشعيرات العسكري، الذي يُعد من أهم القواعد الجوية شرقي حمص”.
شهدت منطقة بادية تدمر انسحاباً واسعاً للقوات الحكومية من مواقع متعددة تحت ضغط الفصائل المعارضة.
وأكدت مصادر ميدانية، لـ”963+” أن جيش سوريا الحرة تمكن من السيطرة على جبل الغراب، مما يشير إلى تقدم استراتيجي في المنطقة. يأتي ذلك في ظل انسحاب القوات الحكومية من مواقع استراتيجية واسعة في بادية حمص، شملت القريتين، تدمر، الفرقلس، السخنة، قصر الحير، جبال العمور، جبل الغراب، ومحطات الغاز T2، T3، وT4.
الجنوب السوري
شهد الجنوب السوري تطورات دراماتيكية، حيث سيطرت فصائل المعارضة المحلية، بشكل كامل على مدينة درعا وريفها الشرقي والغربي بعد معارك عنيفة. وأفادت مصادر محلية، لـ963+” بأن القوات الحكومية انسحبت من المدينة ومعظم القرى والبلدات المحيطة، بما في ذلك مدينة إزرع التي كانت تعد أحد أبرز معاقلها في الريف الأوسط.
ومع هذه التطورات، أعلنت الفصائل المحلية عن سيطرتها على أكثر من 42 قرية وبلدة في درعا، بما في ذلك مواقع استراتيجية مثل اللواء 52، مدينة طفس، جاسم، إنخل، ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن.
كما أكدت المصادر المحلية السيطرة على حاجز التابلين، الذي يفصل بين ريفي درعا الشرقي والغربي، إضافة إلى عدد من المواقع العسكرية المهمة مثل تل الحارة، وكتيبة الرادار في نامر.
وفي محافظة السويداء المجاورة، أعلنت فصائل محلية عن السيطرة الكاملة على المحافظة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية.
وأفادت مصادر محلية لـ”963+” أن الفصائل سيطرت على مدينة السويداء وعدد من المواقع الأمنية والعسكرية، بما في ذلك مقرات المخابرات الجوية وأمن الدولة.
كما انسحبت القوات الحكومية من مراكز حيوية مثل مطار الثعلة العسكري، وسجن السويداء المركزي، الذي أطلقت الفصائل سراح السجناء فيه.
وأنشأت الفصائل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين محافظات درعا، السويداء، والقنيطرة، أعلنت من خلالها السيطرة على كافة المخافر الحدودية مع الأردن، واحتلال نقاط استراتيجية على الحدود.
أما في القنيطرة، فقد أكد مصدر في المعارضة لـ”رويترز” سيطرة الفصائل المسلحة على معظم المحافظة، بما في ذلك مدينة القنيطرة القريبة من الجولان السوري المحتل.
وأشارت تقارير إلى انسحاب القوات الحكومية والقوات الروسية من مواقعها، تاركةً المناطق شبه فارغة.
شمال شرقي سوريا
في شمال شرقي البلاد، تقدمت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) على عدة محاور في ريف دير الزور الشرقي بعد سيطرتها الكاملة على المدينة. وأفادت مصادر ميدانية لـ”963+” بأن “قسد” وسّعت نفوذها إلى مناطق القورية، الميادين، والبوكمال، وسط اشتباكات مع القوات الحكومية وفصائل موالية لإيران.
وأكدت مصادر محلية مقتل نحو 20 عنصراً من القوات الحكومية، بينهم ثلاثة ضباط، بالإضافة إلى قيادات بارزة في الفصائل الإيرانية، مثل مسؤول أمني في لواء فاطميون وقائد كتيبة في لواء أبو الفضل العباس.
كما شهدت المنطقة انهياراً في صفوف الفصائل الموالية لإيران، حيث حلَّ الفوج 47 الموالي لإيران نفسه، مع انسحاب قياداته نحو دمشق، في حين ألقى العديد من عناصره المحليين أسلحتهم.