بيروت
تشهد الحدود السورية-الإسرائيلية توترات متصاعدة في ظل تطورات عسكرية وأمنية خطيرة داخل سوريا، انعكست على المشهد الإقليمي وأثارت قلقاً دولياً متزايداً. يأتي ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن استدعاء تعزيزات إضافية وإطلاق مناورات واسعة في هضبة الجولان، استعدادًا لسيناريوهات أمنية متعددة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم السبت، عن أن الجيش قرر استدعاء قوات إضافية إلى الحدود مع سوريا، استناداً إلى تقييمات أمنية جديدة.
وجاء في بيان أدرعي: “بناءً على تقييم الوضع في جيش الدفاع، تقرر استدعاء قوات إضافية لمهام دفاعية في منطقة هضبة الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا”.
وأوضح أن هذه التعزيزات تهدف إلى “تعزيز الجهود الدفاعية والاستعداد لسيناريوهات مختلفة في الجبهة”.
اقرأ أيضاً: الأردن ولبنان تغلقان حدودهما مع سوريا والفصائل تتقدم في درعا – 963+
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، عن إطلاق مناورات عسكرية واسعة النطاق في المناطق الحدودية مع سوريا، تشمل الأغوار الشمالية وجنوب هضبة الجولان المحتلة.
وتهدف المناورات إلى تعزيز جاهزية القوات الإسرائيلية لمواجهة التطورات الأمنية، وسط مخاوف من تصعيد الأوضاع في سوريا، خصوصاً بعد العمليات العسكرية التي أطلقتها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً” وفصائل معارضة مدعومة من تركيا.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن التدريبات تأتي في ضوء “تزايد المخاطر” من جانب تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي وصفه بأنه يمثل تهديدًا متصاعدًا للحكومة السورية.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أعربت عن قلقها لواشنطن بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، مشيرة إلى احتمالين رئيسيين: “أولهما سيطرة عناصر متطرفة على مناطق سورية، والثاني تعزيز النفوذ الإيراني عبر دخول قوات إضافية إلى البلاد”.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن أجهزة الاستخبارات فوجئت بالانهيار السريع في خطوط دفاع القوات الحكومية السورية خلال الأيام الماضية، مما دفع الجيش الإسرائيلي لعقد اجتماعات طارئة لمتابعة الوضع.
وفي سياق تدهور الأوضاع الأمنية، أغلقت كل من لبنان والأردن معابرهما الحدودية مع سوريا، وأعلنت الحكومة الأردنية إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا، بعد سيطرة فصائل مسلحة على معبر نصيب في الجنوب السوري.
وأوضح وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، أن الإغلاق جاء “بسبب الظروف الأمنية المحيطة”، مع السماح فقط بعودة الأردنيين والشاحنات الأردنية.
اقرأ أيضاً: درعا والقنيطرة: تنسيق جنوبي وغرفة عمليات جديدة – 963+
وشهد الجنوب السوري تصعيداً ميدانياً، حيث تمكنت فصائل مسلحة محلية من السيطرة على اللواء 52 شرقي درعا، إلى جانب عدة مدن وبلدات في المحافظة، من بينها طفس، جاسم، وإنخل. كما سيطرت الفصائل على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وكشف مصدر عسكري في “اللواء الثامن” بمحافظة درعا، الجمعة، لموقع “963+” عن تشكيل غرفة عمليات جديدة تضم فصائل من درعا والقنيطرة والسويداء.
وأوضح المصدر أن الغرفة تهدف إلى تنسيق الجهود للتعامل مع المستجدات الراهنة في الجنوب السوري.
وتتعرض سوريا منذ نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لهجمات من “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، وفصائل معارضة مدعومة من أنقرة، استخدمت فيها أسلحة متطورة، بما فيها طائرات مسيرة. وتمكنت من التقدم في مدينة حلب ومدينة حماة وريف حمص.
تؤكد هذه التطورات حجم التعقيد في المشهد السوري-الإسرائيلي. فالتصعيد الميداني في سوريا يعكس ضعفًا في قدرة الحكومة على ضبط الأمن، بينما يبدو أن إسرائيل تتخذ خطوات استباقية، وسط خشيتها من تأثيرات محتملة لنفوذ إيران والفصائل المتطرفة على أمنها الإقليمي.