الدوحة
اتهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم السبت، الرئيس السوري بشار الأسد بـ”الفشل في استثمار فترة الهدوء النسبي في الحرب لإعادة التواصل مع الشعب السوري ومعالجة قضايا جوهرية، أبرزها عودة اللاجئين”.
وأكد الشيخ محمد خلال كلمته في منتدى الدوحة، أن “غياب التحرك الجاد من الحكومة السورية في هذا الإطار يُعد تفويتاً لفرصة كبيرة لاستعادة الثقة”.
وجدد الشيخ محمد دعوة قطر لجميع الأطراف السورية إلى الحوار والتفاهم للوصول إلى حل سياسي شامل يُحقق تطلعات الشعب السوري، مشدداً على أهمية الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 2254، الذي يركز على الانتقال السياسي ومصالحة شاملة تحفظ وحدة سوريا واستقلالها.
وكان قد بحث الوزير القطري مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع في المنطقة، وآخر التطورات في سوريا.
وأكد وزير الخارجية القطري أن الدوحة “تتابع بقلق بالغ الأوضاع الأخيرة التي تشهدها سوريا، وتؤكد على ضرورة تجنيب المدنيين أي تبعات لهذا الصراع”.
اقرأ أيضاً: عراقجي: مصير الأسد لا يمكن التنبؤ به – 963+
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لنظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه على الحكومة السورية أن “تتصرف بواقعية وتبدأ الحوار مع المعارضة”.
وجاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، بحثا فيه تطورات الأوضاع الأخيرة في سوريا، وأكدا فيه على أهمية “عدم تكرار الأخطاء السابقة”، وفق ما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية.
وشدد فيدان على أنه “في المرحلة التي تم الوصول إليها الآن، يجب على النظام السوري أن يتصرف بواقعية، ويقيم حواراً مع المعارضة، ويبدأ عملية سياسية”، مضيفاً أنه “يجب على جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة أن تلعب دوراً بناءً في هذا الاتجاه”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه “يجب اتخاذ تدابير لمنع الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري من أن تصبح خطراً على المنطقة”، مشدداً على أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، مؤكداً أن تركيا تقدم الدعم اللازم في هذا الصدد.
من جانبها، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن ديبلوماسي تركي رفيع المستوى تأكيد أن أنقرة تؤيد بدء عملية سياسية حقيقية في سوريا، داعية الحكومة السورية إلى بذل جهود جادة للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة.
اقرأ أيضاً: واشنطن تتوقع انهيار الحكومة السورية وروسيا “قد تبدأ” بالمغادرة – 963+
واليوم السبت، يجتمع وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، في العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة التطورات المتسارعة في سوريا، على هامش “منتدى الدوحة” في إطار “مسار أستانا” بشأن العملية السياسية في سوريا.
وكشف مسؤول أميركي رفيع، في وقت سابق اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ترى أن احتمال انهيار الحكومة السورية بات يتصاعد.
ونقل موقع “المونيتور” الأميركي عن المسؤول أن “سيطرة فصائل المعارضة على حمص باتت مسألة أيام قليلة، وواشنطن تتوقع أن تتجه أنظارها نحو العاصمة دمشق بعد ذلك”.
وبالتزامن، نقلت الإذاعة الوطنية الأميركية عن مسؤولين، أن “روسيا قد تبدأ بمغادرة سوريا مع تقارير عن خروج سفن لها من ميناء طرطوس”.
وسبق ذلك، تصريحات لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الجمعة، قال فيها إن “مصير الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن التنبؤ به”، مشيراً إلى أن العديد من التوقعات في عام 2011 توقعت سقوطه سريعاً، لكن تلك التوقعات لم تتحقق.
وأمس، كانت قد أبلغت روسيا، الحكومة السورية بأن أي تدخل لها سيكون محدوداً وأن لديها أولويات أخرى في هذا التوقيت.
وتشهد سوريا تحولات درامية مع استمرار تقدم “هيئة تحرير الشام” وفصائل المعارضة المسلحة في الشمال والجنوب. فقد تمكنت المعارضة من السيطرة على مدينتي حلب وحماة، فيما تقترب من دخول مدينة حمص. وفي الجنوب، خرجت مدينتا درعا والسويداء، وأجزاء كبيرة من ريفيهما، عن سيطرة الحكومة، ما يضع مزيداً من الضغط على دمشق وسط التحديات السياسية والعسكرية.