بغداد
أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، فالح الفياض، اليوم الجمعة، أن الحرب السورية “شأن داخلي”، إلا أن العراق مستعد للتعامل مع أي طارئ محتمل، مشيراً إلى أن التوترات في المنطقة بدأت منذ عام، مع قضايا مثل القضية الفلسطينية، مما وضع المنطقة في مرحلة جديدة، يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة في الملف السوري، حيث تباينت المواقف العراقية تجاه الأحداث الأخيرة في شمال ووسط سوريا. في هذا السياق،
وشدد الفیاض على أن تعامل العراق مع الحرب السورية يعتمد على طبيعة الأطراف المتورطة. ففي حال اقتصرت الأزمة على أطراف داخلية، فإن العراق ينأى بنفسه عن التدخل.
لكنه أشار إلى أن ظهور مجاميع إرهابية مشابهة لتلك التي حاربها العراق في نينوى قد يدفع بغداد إلى اتخاذ خطوات استباقية. وأضاف أن تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصراعات الإقليمية يهدف إلى تخفيف الضغط على إسرائيل.
وكان قد دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس، الحكومة العراقية إلى التزام الحياد وعدم التدخل في الشأن السوري، مشدداً على احترام خيارات الشعب السوري.
اقرأ أيضاً: لعقد اجتماع مع نظرائه العراقي والإيراني.. وزير الخارجية السوري يصل بغداد – 963+
واتخذت الحكومة العراقية خطوات لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا، حيث نشرت وزارة الدفاع العراقية قوات مدرعة على طول الشريط الحدودي الممتد من قضاء القائم وحتى الحدود الأردنية.
وتأتي هذه الإجراءات في ظل تقارير تشير إلى دخول فصائل مدعومة من إيران إلى سوريا لدعم القوات الحكومية في مواجهة المعارضة المسلحة، بما في ذلك كتائب “حزب الله العراقي” ولواء “فاطميون”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بلاده لن تسمح بأن تكون أراضيها منطلقاً لتهديد دول الجوار، داعياً إلى وقف إطلاق النار في سوريا وإرسال المساعدات الإنسانية.
وجاء هذا الموقف بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السوري، بسام الصباغ، إلى بغداد لبحث التطورات الأخيرة، حيث من المقرر عقد اجتماع ثلاثي يضم وزراء خارجية العراق، سوريا، وإيران.
اقرأ أيضاً: حمص وحماة ودرعا تشهد تصعيداً عسكرياً – 963+
وكان قد ألمح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى دعم بلاده لدمشق، قائلاً إنها “لن تبقى صامتة إزاء التطورات الخطيرة في سوريا”.
وأطلقت “هيئة تحرير الشام” عملية عسكرية باسم “ردع العدوان”، سيطرت خلالها على مدينة حلب ومحافظة إدلب بالكامل، إلى جانب مدينة حمص. وواجهت العملية رداً قوياً من القوات الحكومية السورية وحلفائها الروس عبر غارات جوية مكثفة.
ويواجه العراق تحدياً معقداً في التعامل مع تداعيات الحرب السورية. فبينما يسعى لتأمين حدوده ومنع تدفق التهديدات الإرهابية، يلتزم بسياسة عدم التدخل المباشر في الشأن السوري، مع تعزيز دوره الدبلوماسي لحماية استقرار المنطقة.