حمص
أفادت مصادر عسكرية في فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، اليوم الجمعة، بأن الفصائل حققت تقدماً ميدانياً في وسط وجنوبي سوريا، حيث سيطرت على مناطق استراتيجية، فيما ردت القوات الحكومية والروسية بسلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً” وفصائل المعارضة.
وأوضح مصدر عسكري في فصائل المعارضة لموقع “963+”، أن “الهيئة والفصائل سيطرت على عدة مناطق استراتيجية في ريف حمص، شملت الرستن، تلبيسة، تيرمعلة، جسر الرستن، والدار الكبيرة، وباتت تبعد مسافة 7 كيلومترات فقط عن مدينة حمص”.
وأضاف أن القوات الحكومية ردّت بتكثيف غاراتها الجوية بمشاركة الطيران الروسي، حيث شنّ أكثر من 10 غارات منذ صباح اليوم على منطقتي الرستن وتلبيسة. كما شهدت المنطقة انسحاب أرتال عسكرية حكومية من حمص باتجاه محافظة اللاذقية.
ونزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء في مدينة حمص في وسط سوريا، وتوجه قسم منهم إلى مناطق الساحل السوري”.
وكانت قد شنّت طائرات حربية روسية وسورية أمس الخميس، غارات جوية على ريف محافظتي حماة وحمص، وسط سوريا، بالتزامن مع توغل “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً” وفصائل موالية لتركيا بريف حمص الشمالي.
واستهدفت الطائرات الحربية السورية جسر الرستن بريف حمص الشمالي لمنع تقدم الفصائل المسلحة، فيما قصفت طائرات روسية بغارات جوية كتيبة الهندسة بريف حمص الشمالي شمال الرستن، كما قصفت مقاتلات روسية بلدة خان شيخون بريف حماة الشمالي.
وفي ريف حماة، أكد المصدر أن فصائل المعارضة سيطرت على مدينة سلمية وبلدة معرزاف، وواصلت تقدمها نحو مشارف مدينة محردة.
وفي الجنوب، أفاد مصدر محلي، بأن مجموعات محلية في درعا تمكنت من السيطرة على مواقع تابعة للأجهزة الأمنية في مدينة نوى وقرية الجبيلة والحارة، واعتقلت عشرات العناصر من القوات الحكومية والأجهزة الأمنية.
وأضاف لـ”963+” أن “مقرات أمنية، شملت مقرات لأمن الدولة والأمن العسكري، انسحبت من بلدات إنخل، جاسم، الشيخ مسكين، وإبطع دون مقاومة”.
وأشار المصدر إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل تصعيد ميداني واضح على مختلف الجبهات، مع استمرار المواجهات بين “تحرير الشام” وفصائل المعارضة من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى، وسط مخاوف من زيادة التصعيد العسكري في الأيام المقبلة.
وكان وزير الدفاع السوري علي محمود عباس، قد قال في كلمة متلفزة أمس، إنّ ما حدث في حماة هو “إجراء تكتيكي مؤقت، والقوات السورية ما زالت في محيط المدينة”.
وأوضح عباس، أنّ “إعادة تموضع قواتنا خارج حماة كان لحماية المدنيين”، مضيفاً: “قواتنا على أتم جاهزية لأداء واجباتها”.
وتابع: “نخوض معركة شرسة مستمرة”، مؤكداً: “نعمل على استخدام أساليب مناسبة للقتال من كر وفر”. ولفت إلى أنّ “هناك حملة تضليلية ضد القوات المسلحة لنشر الفوضى”.
وكانت قد دعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جميع الأطراف السورية لخفض التصعيد.
وعلى الصعيد السياسي، ذكرت قناة “الحدث” السعودية أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب المقرر الأحد المقبل بشأن سوريا قد تأجل إلى موعد لاحق، وسط تحولات عسكرية كبيرة في البلاد.
وأطلقت “الهيئة” مع حلفائها المدعومين من تركيا عملية عسكرية باسم “ردع العدوان” الأسبوع الماضي، تمكنت خلالها من السيطرة على مدينة حلب، ومحافظة إدلب بالكامل، ومدينة حماة.