963+ – لندن
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانيّة، الثلاثاء، أن مسؤولين إسرائيليين ومن حركة “حماس” الفلسطينية قللوا من الآمال التي أعرب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن وقف إطلاق النار في الحرب في غزة بات وشيكاً، ما أثار تساؤلات حول إمكانية تنفيذ هدنة مؤقتة قبل بدء شهر رمضان في غضون أسبوعين.
ونقلت الصحيفة عن رئيس القسم السياسي لحركة حماس في غزة باسم نعيم، الثلاثاء قوله إن “الحركة الإسلامية الفلسطينيّة لم تتلق بعد رسميّاً اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار منذ المحادثات غير المباشرة” التي جرت الأسبوع الماضي في باريس بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر. وأضاف أن تصريحات الرئيس الأمريكيّ في وقت متأخر من يوم الإثنين بشأن إمكانية تنفيذ هدنة مؤقتة في الرابع من مارس، “سابقة لأوانها” و “لا تتطابق مع الواقع على الأرض”، على حدّ تعبّيره.
وبعد لقائه بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن “الحركة استجابت لجهود الوسطاء بهدف إنهاء الحرب لكنه اتهم إسرائيل بالمماطلة بينما يواجه سكان غزة الموت تحت الحصار”. وأضاف أن “الحركة لن تسمح لإسرائيل باستخدام المفاوضات الجارية غطاءً لأعمالها”.
ومن جهته قال ممثل حماس في العاصمة اللبنانية بيروت أحمد عبد الهادي، لقناة تلفزيونيّة لبنانيّة إنه “لم يتم إحراز تقدم كبير بشأن الصفقة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن “إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق وإن الأمر في يد حماس التي ينبغي عليها التخلي عن المطالب” التي وصفها بأنها “من كوكب آخر”. وأضاف: “من الواضح أننا نريد هذا الاتفاق إذا كان بإمكاننا التوصل إليه. الأمر يعتمد على حماس. إنه قرارهم الآن حقاً… عليهم أن ينزلوا إلى (أرض) الواقع”.
ونقلت رويترز عن مسؤولين إسرائيليين، لم يكشفوا عن هوياتهم أن تصريحات بايدن جاءت مفاجئة ولم تتم بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيليّة وأنّ حماس تواصل الدفع بـ”المطالب المفرطة”.
وبحسب تقرير الغارديان فإنّ هذه التصريحات تصبُّ الماء البارد على التعليقات التي أدلى بها الرئيس بايدن في نيويورك يوم الإثنين.
وكان الرئيس الأمريكيّ جو بايدن قد صرح للصحفيين أثناء زيارة إلى نيويورك عن الموعد المحتمل لبدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فأجاب بأنّ “مستشاريّ للأمن القومي يقولون لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد. وآمل أنه بحلول الإثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار”.
وقال بايدن: “لقد اقترب شهر رمضان، وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على أنهم لن يشاركوا في أي أنشطة خلال شهر رمضان أيضاً، من أجل منحنا الوقت لإخراج جميع الرهائن”.
ونقلت شبكة CNN، الثلاثاء عن مصدرين أنّ حركة “حماس” تراجعت عن بعض المطالب الرئيسية خلال المفاوضات الخاصة بصفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال في غزة بعدما وصفت إسرائيل هذه المطالب بـ “الخيالية”، ما جعل الأطراف المتفاوضة أقرب إلى اتفاق مبدئيّ يمكن أن يوقف القتال، ويشهد إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لـCNN، عقب الاجتماع الذي عقد الجمعة في باريس بين رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية والمصرية والإسرائيلية و رئيس الوزراء القطري أنه “تمّ حل العقبات الرئيسية فيما يتعلق بإصرار حماس على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب”.
وأضاف المسؤول أن “طلب حماس المتعلق بأعداد الفلسطينيين الذين يجب إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية تمّ التراجع عنه”.
وأدت الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى مقتل 29782 فلسطيني، وفق بيانات وزارة الصحة المحلّية التابعة لـ “حماس” في قطاع غزة.
كما تسببت الحرب أيضا بأزمةٍ إنسانيّة خانقة تواجه خلالها الأغلبية الساحقة من سكان القطاع خطر “المجاعة الجماعيّة” وفق الأمم المتحدة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أدى هجوم حماس إلى مقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون، وفق الحكومة الإسرائيليّة.
واحتجزت حماس نحو 250 رهينة، وتقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع، ويُعتقد أن 31 منهم لقوا حتفهم حتى الآن.