حلب
قال مسؤول كردي من بلدة تل رفعت السورية الواقعة في ريف محافظة حلب شمال البلاد إن “قوات تحرير عفرين انسحبت من البلدة حفاظاً على سلامة المدنيين ومنعاً لإراقة الدماء”، على حدّ تعبّيره.
وأضاف المسؤول العسكري في تصريحات خاصة لموقع 963+ إن “قوات تحرير عفرين خرجت من بلدة تل رفعت نتيجة الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة، إذ لم تتضح بعد معالم اتفاقٍ دولي يتعلق بسوريا”، لافتاً إلى أن “انسحاب قواتنا من تل رفعت ينقذ أهلنا من الإبادة الجماعية”، على حدّ وصفه.
وبدأت قوافل المدنيين بالفعل الخروج من بلدة تل رفعت، وفق ما أفاد لـ 963+ شاهد عيان من البلدة قال أيضاً: “نخرج الآن من تل رفعت باتجاه مدينة حلب، لكننا نخشى من التعرّض لانتهاكات من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا مثلما حصل في مدينة عفرين عام 2018”.
وسيطرت فصائل مسلّحة موالية لتركيا، على بلدة تل رفعت عقب انسحاب قوات تحرير عفرين وسكان البلدة منها.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن التعبئة العامة في مناطقها شمال وشمال شرقي البلاد، إذ دانت الهجمات التي تشنها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً” رفقة فصائل موالية لتركيا منذ الأربعاء الماضي، على مناطق مختلفة من سوريا مثل حلب وإدلب وحماة.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان مساء اليوم الأحد: “ندين بشدة الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها في الأراضي السورية، ونحيي مقاومة شعبنا في حلب وشهباء”.
وأضاف البيان: “إنّ هذا الهجوم الذي تقوده تركيا يمثل استكمالاً لمخططها الذي فشلت في تحقيقه باستخدام تنظيم داعش، وهدفه احتلال سوريا وتحقيق حدود “الميثاق الملي” الذي سعت لتنفيذه مراراً”.
كما أشارت الإدارة في بيانها إلى أن هجوم “الهيئة” والفصائل “يرمي لاحتلال وتقسيم سوريا، وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب، والهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل البلاد. لذلك، ندعو شعوبنا في إقليم شمال وشرق سوريا إلى إدراك أهداف هذا العدوان، وهو القضاء على آمال السوريين في العيش بحرية وكرامة، واستهداف مشروع الإدارة الذاتية، ومحاولة ضم أراضٍ جديدة لتركيا”.
ودعت الإدارة الذاتية مختلف المكونات السورية بما فيهم “العرب والكرد والسريان والآشوريين والتركمان، للتكاتف في مواجهة هذا العدوان السافر، والالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية”.
كما أعلنت عن بدء مرحلة التعبئة العامة بالقول “ندعو شعبنا إلى أن يكون في حالة تأهب دائم. كما يتوجب على مؤسساتنا أن تكون على رأس عملها، في حالة استنفار وأن تعمل كخلية أزمة لمواجهة التحديات المترتبة على هذا العدوان”.
كذلك وجهت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نداءً إلى المجتمع الدولي “لإيقاف هذا العدوان الذي سيتسبب في كوارث إنسانية، حيث يسبب تداعيات إقليمية وعالمية خطيرة”.
وفي السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن “تركيا طلبت من فصائل الجيش الوطني مهاجمة القوات الكردية ومهجري عفرين”، في إشارة إلى نحو 300 ألف كردي تمّ تهجيرهم سابقاً من منطقة عفرين مطلع العام 2018 بعد هجومٍ تركي.
وحذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من ارتكاب الفصائل الموالية لتركيا من مجازر بحق نحو 300 ألف كردي يتمّ إخراجهم في الوقت الحالي من بلدة تل رفعت.
ميدانياً، شنّت الطائرات الحربية الروسية مساء اليوم الأحد، غارات على مدينة إدلب شمال غربي البلاد، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين بينهم طفلان وسيدة، وإصابة نحو 50 شخصاً بجروح متفاوتة.
وقصف الطيران الروسي اليوم أيضاً، محيط مدن وبلدات مورك وخان شيخون وكفرنبل وحزارين وتل كوكبة جنوبي إدلب وشمالي حماة، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات حتى الآن. وسيطرت “هيئة تحرير الشام” على المناطق التي طالها القصف حديثاً.