حلب
شهدت مدينة حلب شمالي سوريا، اليوم السبت، تصعيداً عسكرياً حاداً، حيث تعرضت مناطق سكنية لقصف جوي مكثف نفذته طائرات حربية سورية وروسية، وسط انسحاب القوات الحكومية من المدينة وسيطرة “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً، وفصائل معارضة مدعومة من أنقرة، على مدينة حلب.
وأفاد مصدر محلي لموقع “963+” أن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب العشرات بجروح، في حصيلة أولية للقصف الجوي الذي استهدف منطقة دوار الباسل في حي الحمدانية بمدينة حلب.
اقرأ أيضاً: القوات الحكومية السورية تنسحب من حلب وريفها الجنوبي
وأوضح المصدر أن القصف شمل غارتين جويتين دمرتا البنية التحتية في محيط المنطقة القريبة من فندق أرمان، وتسببتا في أضرار كبيرة. كما وثّق الموقع، عبر مقطع فيديو، الدمار الناتج عن الغارات.
وفي غارة أخرى، يُرجَّح أنها روسية، استُهدف موقع قرب القصر العدلي في حلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى إضافيين، كما طالت غارة روسية حي صلاح الدين في المدينة ذاتها.
ولم تقتصر الغارات على حلب، إذ طالت ضربات صاروخية مكثفة منطقة جسر الشغور بريف إدلب، متسببة في أضرار بشرية ومادية.
اقرأ أيضاً: “تحرير الشام” والفصائل تسيطر على كامل إدلب وتتقدم في حلب
وكانت قد انسحبت القوات الحكومية السورية بشكل كامل من مدينة حلب اليوم، وفق تأكيد مصادر محلية، مما أفسح المجال لسيطرة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقًا” وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
وفي وقت لاحق، قالت قوات الحكومة السورية في بيان لها، إن “الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت القوات إلى إعادة الانتشار لتدعيم خطوط الدفاع، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد”.
من جهته، علّق المتحدث الرسمي باسم دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كمال عاكف، على التطورات قائلًا: “ما يحدث في حلب والمنطقة تطورات متسارعة. دورنا في سوريا أساسي ومهم، ونسعى لضمان حماية شعبنا وتحقيق الاستقرار”. وأضاف: “نأمل أن يتم تجنب التصعيد، ونعمل دائمًا بما يضمن وحدة سوريا وشعبها”.
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) على مطار حلب الدولي، كما سيطرت على عدة أحياء تقع داخل المدينة وفي اريافها الشرقية.
وكانت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، قد أطلقت في وقت سابق من اليوم السبت، معركة أسمتها “فجر الحرية” ضد القوات الحكومية وسيطرت على بلدة تادف بريف حلب الشرقي، بحسب مصدر محلي.
كما سيطرت أيضاً على بلدات عندان وحيان ورتبان وبيانون وحريتان شمال غربي حلب قرب بلدتي نبل والزهراء، بالتزامن مع انسحاب القوات الحكومية من مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، نحو بلدة أثريا في ريف الرقة الغربي.
والأربعاء الماضي، أطلقت “هيئة تحرير الشام” رفقة فصائل معارضة مدعومة من تركيا، عملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية وفصائل موالية لإيران بأرياف حلب وإدلب، أطلقت عليها اسم “ردع العدوان”، وسيطرت لاحقاً على عشرات القرى والبلدات ودخلت مدينة حلب.