بيروت
لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي دخل حيّز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، ترحيباً واسعاً من المجتمع الدولي، إذ يوقف قتالاً استمر أكثر من عام بين “حزب الله” المدعوم من إيران والجيش الإسرائيلي، مما يفسح المجال لإبرام لاتفاق مماثل ينهي الحرب في غزة.
خطوة مشجعة
ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتفاق وقف إطلاق النار، واصفةً إيّاه بـ “خطوة مشجعة من شأنها أن تنهي القتال وتساعد في جلب بعض الأمل والاستقرار إلى منطقة منهكة من الصراع”.
وأكدت اللجنة في بيان بعد ساعات على إعلان الاتفاق، ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار وتطبيقه على جميع مستويات القيادة لضمان الراحة التي يحتاجها المدنيون بشدة على جانبي الحدود إضافة إلى تسهيل التدفق السريع وغير المعوق للمساعدات الإنسانية للمدنيين أينما كانوا.
وأضافت أنّ المدنيين على مدى شهور تحملوا وطأة الصراع، موضحةً أنّها تعمل على مساعدة المحتاجين ودعم الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف التي يمكن للأُسَر من خلالها العودة إلى ديارها بأمان والبدء في إعادة بناء حياتها.
كما أبدت الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بشكل مباشر تفاؤلها بالحيلولة دون نشوب حرب إقليمية في أعقاب التصعيد الإسرائيلي على لبنان، وشاركتها في ذلك الدول التي توسطت في الاتفاق، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وكذلك أطراف إقليمية ودولية.
الأمم المتحدة تُرحّب
وفي السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّه من الضروري احترام وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بالكامل، داعياً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، ووصفته بأنه “نبأ مشجع للغاية”.
بيروت تطمح لبسط الهدوء
ورحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي باتفاق وقف إطلاق النار، وأشار إلى أنّ من شأنه بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين لمناطقهم، مؤكداً التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي 1701 وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، حيث تقرر رفع قواته هناك إلى 10 آلاف جندي.
غداة وقف النار.. بري وميقاتي يدعوان لوحدة لبنان وانتخاب رئيس
وبدأ الجيش اللبناني مساء اليوم، تعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل).
العواصم العربية تأمل خفض التصعيد في المنطقة
كما رحبت السعودية بالاتفاق، وعبرت عن أملها في أن يقود لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وحفظ سيادة لبنان وأمنه واستقراره.
وبدورها رحبت الإمارات بوقف إطلاق النار، وعبرت عن أملها في أن يؤدي الالتزام به إلى وقف دائم للحرب.
وفي الإطار نفسه، رحبت مصر بالاتفاق، وقالت إنّ هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة.
قرارٌ جشاع
وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بما سماه القرار الشجاع للقادة اللبنانيين والإسرائيليين لوقف المواجهات، بعد إعلانه عن اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنّ الاتفاق يؤكد إمكانية السلام.
كما قال بايدن إنه سيبذل في الأيام المقبلة جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومن جهته، وصف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الاتفاق بأنه “لحظة تاريخية”، معتبراً أنه مفيد لإسرائيل ولبنان وأمن المنطقة.
وأما المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي قاد المفاوضات في مراحلها الأخيرة، فقال إنّ وقف إطلاق النار هو وقف دائم ينهي الأعمال العدائية، داعياً إلى تطبيق كل بنود ومبادئ القرار 1701 مع آلية للمراقبة تضمن ذلك.
باريس تريد اتفاقاً في غزة
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يجب أن يفتح الطريق أمام اتفاق في قطاع غزة.
موسكو تنظر بإيجابية للاتفاق
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنّ موسكو تنظر بإيجابية إلى أي اتفاقات من شأنها أن تنهي سفك الدماء في لبنان.
وأضافت أنّ هناك حاجة لحل عادل وشامل يضمن الأمن لجميع الأطراف بالتساوي لتحقيق الاستقرار المستدام بالمنطقة.
المملكة العُظمى كانت تنتظر وقف النار
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنّ الاتفاق “سيجلب راحة كبيرة للمدنيين في المنطقة”، مشيراً إلى أنه كان منتظراً منذ مدة طويلة.
وأضاف ستارمر: “يجب أن يتحول هذا الاتفاق الآن إلى حل سياسي دائم يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يدعو إلى عودة المدنيين من الجانبين إلى منازلهم”.
ومن جهتها، رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك باتفاق وقف إطلاق النار، واصفة إيّاه بأنه “شعاع من الأمل للمنطقة بأكملها”.
إيران تؤكد “دعمها الراسخ”
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنّ بلاده ترحب بالاتفاق وتأمل أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال إنّ بلاده “ترحب بنبأ انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتؤكد دعمها الراسخ للبنان حكومة وشعباً ومقاومة”، في إشارة إلى استمرارية إمداداتها لـ “حزب الله”.