بيروت
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء، أنّ “كل اختراق من قبل حزب الله سيتم الرد عليه بقوة”. وقال في كلمة مرئية: “اتفاق وقف إطلاق النار يعني أنّنا سنركز على التهديد الإيراني الآن”.
وبيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّه تم تدمير قدرات “حزب الله” على إنتاج الصواريخ، مشيراً إلى أنّ الحرب لن تنتهي إلا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
وتابع: “أعدنا حزب الله سنوات للوراء وقتلنا نصر الله الذي هو محور المحور”. وشدد نتنياهو على أنّ تل أبيب ستحافظ على حريتها العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرك الحزب ضدها.
وقال: “بعد وقف النار في لبنان ستصبح حركة حماس لوحدها”، مضيفاً: “من أهداف وقف النار في لبنان فصل الساحات وعزل حماس”. وأردف نتنياهو: “نحن نغير وجه الشرق الأوسط”.
إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار
وجاءت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدما وافق مجلس الوزراء الأمني المصغر مساء اليوم، على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، حيث من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ غداً الأربعاء، وفقاً لوكالة “رويترز”.
كما نشرت وسائل الإعلام الاسرائيلية نص الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان، حيث ينص الاتفاق المكون من 13 نقطة على ما يلي:
* حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل.
* في المقابل، لن تنفذ إسرائيل أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
* تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
* هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في الدفاع عن النفس.
* ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميين هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
* سيتم الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.
* سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة.
* سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
* سيتم إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
* ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
* ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار.
* ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يوماً.
* ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
وفي السياق، ذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان في مراحله النهائية، وهو نتاج جهد ديبلوماسي مكثف من الولايات المتحدة وشركائها مثل فرنسا، وفق ما قال.
وأشار بلينكن إلى أنّ واشنطن عملت منذ أسابيع وأشهر على تنفيذ خطة وقف إطلاق النار بلبنان، منوهاً إلى أنّ تهدئة التوترات بالمنطقة يمكنها إنهاء الصراع أيضاً في قطاع غزة.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية وأميركية قد ذكرت سابقاً أنّ الرئيس جو بايدن سيعلن الليلة عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” المدعوم من إيران.
وتحدثت تقارير إخبارية عن نيّة الحكومة اللبنانية عقد جلسة صباح يوم غد الأربعاء، لإقرار اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى إنّه إذا لم يتم النصاب القانوني لجلسة الحكومة سيعقد لقاء تشاوري للوزراء يديره رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
وأفادت التقارير بأنّ القرار الأممي 1701 هو المرجعية الوحيدة لاتفاق وقف إطلاق النار، وأنه سينفذ على مراحل وضمن مدة زمنية تمتد 60 يوماً، كما ستراقب لجنة خماسية وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عند دخوله حيّز التنفيذ.
5000 آلاف جندي لبناني إلى الحدود مع إسرائيل
ومن جهته أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب، أنّه خلال مدة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، سيتم إرسال 5000 جندي من الجيش اللبناني إلى الجنوب. وأشار إلى أنّ بلاده “تنتظر اجتماع الحكومة الإسرائيلية”.
وقال إنّ “الولايات المتحدة قد تؤدي دوراً في إعادة بناء البنية التحتية في الجنوب”، مضيفاً: “يتمتع لبنان بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة التي تمنح الجيش دعماً كبيراً”.
وأشار إلى أنّ “مجلس الأمن هو الوحيد الذي يستطيع توسيع سلطات اليونيفيل”. وقال بو حبيب أنّ “الدولة تعرضت للشلل.. ولا نستطيع أن نوقف المقاومة ما دام هناك احتلال”، وتابع: “إذا لم تقبل إسرائيل بحل مشكلة الحدود نهائيا فلن نستطيع التحدث بشأن المستقبل”.
استمرار الغارات على بيروت
يُذكر أنّ الغارات الإسرائيلية مستمرة بكثافة على العاصمة اللبنانية بيروت، حيث استهدفت منطقة الحمرة في قلب العاصمة للمرة الأولى منذ بدء التصعيد، كما طالت مبانٍ في أنحاء الضاحية الجنوبية.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية مساء اليوم الأربعاء، بسقوط 3823 قتيلاً و15 ألفاً و859 مصاباً منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على البلاد.