بيروت
أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، اليوم الثلاثاء، عن أن بلاده تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الليلة، في خطوة تأتي بعد أسابيع من التصعيد العسكري المكثف بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني.
وأضاف الوزير أن الاتفاق المرتقب يتضمن نشر 5000 جندي من الجيش اللبناني في جنوب البلاد لضمان تنفيذ بنود الهدنة.
في سياق متصل، نقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر في “الحرس الثوري” الإيراني أن المرشد الأعلى علي خامنئي “أعطى الضوء الأخضر” لـ “حزب الله” لوقف النار.
ويأتي ذلك بعد جهود سرية بذلتها طهران لضمان مصالحها في أي تسوية. وكشفت تقارير صحفية عن مصادر ديبلوماسية، أن إيران تدخلت في المفاوضات، حيث أجرى القائم بأعمال السفير الإيراني في لبنان، محمد رضا شيباني، لقاءات سرية لضمان إعادة بناء قدرات “حزب الله” بعد الحرب.
اقرأ أيضاً: إيران تتدخل سرا في وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية عن مصادر مطلعة أنّ إيران سعت خلال الشهرين الماضيين للتدخل سراً في الاتصالات الهادفة لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لضمان مصالحها مع “حزب الله”.
وقالت المصادر إنّ “التدخل الإيراني في المفاوضات كان يتم رغم تحقيق هذه الاتصالات تقدماً ملموساً في إمكانية ضمان الاستقرار الإقليمي”.
وكشفت أنّ “القائم بأعمال السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني أجرى عدة لقاءات سرية في الآونة الأخيرة، لبلورة موقف إيراني من المفاوضات، متجاوزاً الجهات اللبنانية الرسمية”.
وجاءت هذه الاتصالات الإيرانية لـ“ضمان إمكانية إعادة بناء قدرات حزب الله بعد الحرب بما يحقق مصالح طهران”، وفقاً للمصدر.
اقرأ أيضاً: لبنان على موعد مع وقف إطلاق النار برعاية بايدن وماكرون
تحركات ديبلوماسية مكثفة
كانت قد نقلت وكالة “رويترز”، أمس عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت لبنان بأن الإعلان عن وقف إطلاق النار قد يتم خلال ساعات.
كما أكدت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان وقف إطلاق النار صباح الغد لمدة شهرين.
وتفيد صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الاتفاق يتضمن هدنة تمتد لـ 60 يوماً على أن ينسحب “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها أثناء العمليات البرية الأخيرة. ويشمل الاتفاق تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) في المنطقة الحدودية.
وأشارت مصادر ديبلوماسية في واشنطن إلى تفاؤل مشوب بالحذر حيال نجاح الصيغة الأميركية التي تقضي بإخلاء “حزب الله” المناطق الحدودية وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
ورغم استمرار العمليات العسكرية المكثفة من كلا الجانبين، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على بيروت وضواحيها والقصف الصاروخي بعيد المدى باتجاه تل أبيب، فإن الأجواء تشير إلى تقدم نسبي نحو وقف القتال.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن محللين أن تكثيف العمليات العسكرية يعكس مساعي الطرفين لتحسين مواقعهما قبل تثبيت الاتفاق.
وتشير التقارير إلى أن الاتفاق سيشمل آلية مراقبة دولية بإشراف لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل، لضمان تنفيذ البنود خلال فترة الهدنة.
عقبات أمام الاتفاق
على الرغم من التقدم الكبير، لا تزال هناك عقبات تواجه الاتفاق. ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، هناك خلافات بشأن بعض الصياغات، خاصةً المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها ودور فرنسا في آلية المراقبة.
وتشير تقارير إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ضغط على الأطراف لتجاوز العقبات والالتزام بالجدول الزمني للاتفاق.
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن 3768 قتيلاً و15699 جريحاً منذ بدء العمليات في أكتوبر 2023.
كما حثّ نائب المنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط، مهند هادي، على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، معبراً عن قلقه إزاء التدهور الإنساني شمالي غزة.