أنقرة
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً تناول تعزيز التعاون بين البلدين ومناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الملف السوري.
ووفق بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أكد أردوغان خلال الاتصال أن بلاده مستمرة في جهودها الرامية إلى تهدئة التوترات الإقليمية والمساهمة في إحلال السلام.
كما أشار الرئيس التركي إلى أهمية تعزيز التعاون مع روسيا، خاصة فيما يتعلق بزيادة التبادل التجاري وتحقيق تقدم في الملفات ذات الأولوية المشتركة.
في المقابل، ذكرت الرئاسة الروسية أن هذا الاتصال يأتي امتداداً للمحادثات التي أجريت في مدينة قازان الروسية في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأفاد البيان الروسي أن النقاش تركز على تحسين التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مع التطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، بما في ذلك الملف السوري.
وكان الرئيسان التركي والروسي قد عقدا اجتماعاً في أكتوبر الماضي، على هامش قمة “بريكس”، جرى خلاله بحث عدد من الملفات، أبرزها الوضع في سوريا وملف الطاقة.
وفي تصريح للصحفيين على متن الطائرة في أثناء عودته من قازان، أشار أردوغان إلى أنه بحث مع بوتين مسألة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وقال: “ناقشت مع الرئيس بوتين هذه القضايا، وتحدثنا عن موقفنا وتوقعاتنا. طلبت منه أن يتخذ خطوة للتأكد من رد بشار الأسد على دعوتنا.. هل سيطلب بوتين من الأسد أن يتخذ هذه الخطوة؟ هذا ما نتركه للزمن”.
وكان مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق قد شهد انتكاسة منذ اللقاء الرباعي في موسكو أيار/ مايو الماضي، الذي اتُفق خلاله على خارطة طريق لإعادة العلاقات. لكن المفاوضات توقفت بسبب خلافات، أبرزها مسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
كما تراجع الاهتمام الروسي باستكمال تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وكان آخرها تأكيدات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا ليس من أولويات إيران، كما أن هذه القضية ليست على جدول أعمال روسيا.
وكان المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، قد صرح مؤخراً، بأن الظروف لا تزال غير مهيأة لعقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن عقبات عديدة تحول دون ذلك، أبرزها استمرار التواجد العسكري التركي في سوريا، والذي اعتبره “احتلالاً”.
وبعد أن حمّل فيدان الحكومة السورية مسؤولية جمود مسار التطبيع، عاد قبل أيام ليؤكد أن أنقرة تفضل معالجة القضايا العالقة مع دمشق من خلال الحوار الديبلوماسي وفي إطار منظم، نافياً وجود نية لتغيير “النظام” في سوريا، ولا حتى شرط اتفاق الرئيس السوري بشار الأسد مع المعارضة السورية.