دمشق
أغلقت إيران مصنع السيارات “سايبا” في سوريا بسبب مشكلات اقتصادية، وفق ما أعلن الأمين العام لغرفة التجارة المشتركة بين إيران وسوريا، سعيد عارف، قبل يومين.
وبلغت الكلفة التقديرية لإنشاء المعمل 50 مليون دولار أميركي، وكانت فكرة افتتاحه قد بدأت عام 2004 في عهد الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وتم افتتاح المعمل رسمياً في عام 2007، بحفل رسمي حضره الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس الوزراء السوري، السابق محمد ناجي عطري، ووزير الإسكان الإيراني السابق محمد سعيدي كيا.
ويبدو أنّ إغلاق “سايبا” الهدية الإيرانية كما تراها الحكومة السورية، تكشف عن صعوبات اقتصادية تواجه إيران في سوريا، حيث أشار سعيد عارف، إلى أنّ المصانع الأخرى التي أنشأتها إيران لصالح سوريا لا تعمل أيضاً؛ بسبب “مشكلات تتعلق بالبلدين”.
وأكّد المسؤول أنّ المعمل قد توقّف عن العمل تماماً. كذلك المشروعات الصناعية الإيرانية الأخرى في سوريا، لم تبدأ أعمالها بعد بسبب “مشكلات متعلقة بالبلدين”.
وأشار إلى أن إيران، رغم إنفاقها ما لا يقل عن 25 مليار دولار لدعم حكومة بشار الأسد، خلال “الحرب الأهلية”، لم تحقق مكاسب اقتصادية ملموسة من إعادة إعمار سوريا.
وفي عام 2004، بدأت فكرة إنشاء معمل سايبا للسيارات في سوريا، وعند انطلاقه في عام 2007 حملت الشركة اسم “سيڤيكو”، وتم تقسيم أسهمها بين شركة “سايبا” (80 %) والحكومة السورية (20 %). وكان يُنتج المصنع 15 ألف سيارة سنوياً، مع قدرة إنتاج يومية تصل إلى 10 سيارات في الساعة.
وتعثّرت المشاريع الإيرانية الأخرى في سوريا، مثل “إيران جودرو” عام 2009 وغيرها، فيما ظلّ مصنع “سايبا” يمارس أعماله، قبل الإعلان رسمياً عن إغلاقه.
وشكلّ المصنع مادة دسمة لاحتفاء الحكومة السورية بصديقتها إيران، إذ تم وضع لوحة كبيرة لرجل يقود سيارة داخل مصنع سايبا الإيراني في حمص بسوريا وبجوار السيارة ملصق كبير فيه يصافح الرئيس السوري بشار الأسد رئيس إيران السابق أحمدي نجاد، وقد نشرت الصورة وكالة رويترز عام 2007 وتبدو عليها عبارة “سابا.. هدية إلى بلد صديق” إلّا أنّ الهدية قد تم استردادها مؤخراً، بسبب الصعوبات الاقتصادية وفق ما تقول طهران.
وأنفقت إيران من 20 إلى 30 مليار دولار أميركي على الحكومة السورية، وفق ما أعلن النائب السابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بیشه، في عام 2020، مشيراً إلى أنها “أموال الشعب الإيراني ويجب استعادتها من سوريا”.
وإلى جانب محاولاتها لإحداث تغييرٍ اجتماعي واقتصادي في سوريا، دخلت إيران عام 2011 عسكرياً إلى البلاد لمساندة الحكومة ضد معارضتها المسلحة.