خاص ـ دمشق
كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مقابلة مع قناة “أ خبر” التلفزيونية المحلية في تركيا، الجمعة، عن أن الحكومة السورية ليس لديها إرادة حقيقية للتطبيع مع تركيا، محمّلاً إياها من جديد مسؤولية جمود مسار تطبيع العلاقات فيما بينهما.
وقال هاكان فيدان، إن الخطوة الأولى للتطبيع هي إعلان الإرادة، ودمشق تفتقر لها، بينما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن إرادته على الملأ حول رغبته في لقاء الرئيس السوري، بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات.
وتابع، بأن عدم امتلاك دمشق الإرادة الحقيقية للتطبيع دفع بروسيا إلى عدم التحرك والبقاء على الحياد، موضحاً أنه لا يرى أن الروس سيمارسون ضغوطاً كبيرة على دمشق لاتخاذ خطوات بشأن بعض القضايا الحاسمة، دون أن يذكرها.
“تهرب من المسؤولية”
الباحث والأكاديمي أوس نزار درويش، من العاصمة دمشق، استبعد في حديث لموقع “963+”، حدوث أي تطبيع بين دمشق وأنقرة واستبعد أي لقاء مرتقب بين الأسد وأردوغان، ورأى في تصريح فيدان، بأنه “تهرب من المسؤولية”.
وبينما تحمّل تركيا الحكومة السورية مسؤولية جمود مسار التطبيع، تحمّل روسيا، الأتراك المسؤولية، ومؤخراً صرّح المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، لوكالة سبوتنيك الروسية، بأن تركيا تتصرف كدولة “محتلة” في سوريا، موضحاً أن الوجود التركي يُصعّب على الحكومة السورية القبول بالتفاوض دون وجود ضمانات واضحة من الجانب التركي بشأن انسحاب قواته من الأراضي السورية.
وجاء تصريح هاكان فيدان، بعد أيام من انسحاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء كلمة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالعاصمة السعودية الرياض، خطوة بينما رأى فيها مراقبون بأنها تؤكد إدراك تركيا بأن الأسد غير جاد في التطبيع، علّق عليها أردوغان بأن سببها ارتبط بلقاء جمعه مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في ذات التوقيت.
ويرى درويش أنه “لا يمكن أن يكون هناك تطبيع دون انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها في سوريا ودون التوقف عن دعمها للفصائل المسلحة”، موضحاً أن تركيا على العكس “تخطط أن تبقى في المناطق التي تحتلها في سوريا وتستمر في تتريكها كما يحصل اليوم في عفرين، كما تخطط لتطبيق الميثاق الملي”.
تخبط تركي
وفي ذات اللقاء المتلفز، انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وشدد على أن تركيا جاهزة ومستعدة في أي وقت لشن عملية عسكرية ضد الأخيرة في شمال سوريا.
وتابع: “بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب، سنواصل القتال حتى يجري القضاء على التهديد الذي نواجهه، وعلى الحلفاء والدول الأخرى في المنطقة أن يتفهموا جديتنا”.
ومع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عاد الرئيس التركي رجب أردوغان من جديد ليتحدث عن ما أسماه “الحزام الأمني” التركي داخل الأراضي السورية والعراقية بعمق بين 30 و 40 كيلومتراً لحماية الأمن القومي التركي، وفق تعبيره.
وكانت وزارة الدفاع التركية، قد أكدت الخميس الماضي، أن الجيش التركي يمكن أن يقوم بأي عمليات عسكرية ضد قوات سوريا الديموقراطية في أي وقت انطلاقاً من القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.
ويرى مراقبون، بأن التصريحات التي تخرج مؤخراً على لسان المسؤولين الأتراك، تعكس حالة التخبط الذي يعيشه الرئيس التركي وحزبه الحاكم، فهو تارةً يحب المعارضة السورية وتارة يريد التقرب من الحكومة السورية وإعادة العلاقات معها لسابق عهدها، كما هو الحال مع الأكراد فهو يريد السلام وحل القضية الكردية في الداخل التركي ويسعى في الوقت ذاته لشن حرب ضد شمال شرقي سوريا.