تشهد مناطق جنوبي سوريا الممتدة على طول الحدود مع الأردن، تطورات متسارعة فيما يخص التنسيق الأمني وإدارة المعابر الحدودية بين عمان والإدارة السورية الانتقالية، يأتي ذلك في ظل تحديات أمنية واقتصادية مشتركة بين البلدين. وكثفت السلطات الأردنية من جهودها لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود بالتعاون مع الجانب السوري من خلال فتح قنوات أمنية مشتركة، ما دفع الأردن إلى تعزيز وجوده العسكري على طول الحدود واستخدام وسائل مراقبة متطورة تهدف بالدرجة الأولى إلى إيقاف عمليات التهريب التي يقودها تجار مرتبطون بميليشيات مسلحة مازالت تنشط ولو بدرجة أقل داخل الأراضي السورية.
وفي ما يتعلق بالمعابر الحدودية، يعد معبر “نصيب – جابر” الشريان الرئيسي لحركة التجارة والمسافرين بين البلدين. وعلى الرغم من إعادة افتتاحه في عام 2018 بعد سنوات من الإغلاق بسبب الحرب، إلا أن الحركة فيه لا تزال إلى الآن متذبذبة نتيجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري. كما تتطلب إجراءات العبور تنسيقاً مستمراً لضمان أمن المسافرين والبضائع.
استثمار التنسيق
ومن جهة أخرى، تسعى الإدارة الجديدة في سوريا إلى استثمار التنسيق مع الأردن لتحسين الوضع الاقتصادي عبر تسهيل حركة التبادل التجاري. وفي هذا السياق، قال المستشار في وزارة الدفاع السورية عصمت العبسي في تصريحات للعدد الرابع لصحيفة “963+”: “إن تعزيز التعاون مع الأردن يمثل خطوة ضرورية لدعم الاستقرار في المنطقة، ونحن ملتزمون بتكثيف الجهود لضبط الحدود والحد من الأنشطة غير القانونية”.
وأضاف: “لقد بدأنا بتنفيذ خطط ميدانية تهدف إلى تحسين آليات التواصل بين الأجهزة الأمنية من الجانبين وتفعيل دوريات مراقبة مشتركة لضمان ضبط الحدود بفعالية أكبر، كما نعمل على تذليل العقبات اللوجستية أمام حركة التجارة، لضمان انسياب البضائع بشكل آمن ودعم الاقتصاد المحلي”.
ويرى مراقبون أن التعاون بين الأردن والإدارة السورية الانتقالية يعكس حاجة الطرفين لضبط الحدود، في ظل الضغوط الدولية على دمشق لوقف تهريب المخدرات، كما أن التفاهم المشترك حول أهمية تأمين المعابر يشكل خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
استقرار أمني واقتصادي
وتمثل التدابير المشتركة في الجنوب السوري خطوة نحو تحقيق قدر من الاستقرار الأمني والاقتصادي لكل من عمان ودمشق، لكنها تبقى رهينة المتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة، والتي لا تزال تفرض تعقيدات كبيرة على أي جهود تنسيقية ثنائية.