حمص
غادرت مجموعة جديدة من قاطني مخيم الركبان الواقع في البادية عند المثلث الحدودي السوري – الأردني – العراقي اليوم السبت، باتجاه مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط الحصار المستمر على المخيم، وسوء الظروف المعيشية فيه.
وأفادت شبكة إخبارية محلية بأنّ 13 شخصاً غادروا مخيم الركبان وتوجهوا إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، بسبب رداءة الظروف المعيشية والصحية.
وأضافت الشبكة أنّ المخيم يفتقد لمعظم المواد الأساسية ويشهد ارتفاع الأسعار بشكل كبير، مما يؤثر على معظم المواد الغذائية المتوفرة.
وكان رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية ماهر العلي قد أكد مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تسجيل وفاة طفل وحالتي إجهاض بين قاطنات مخيم الركبان.
وقال العلي حينها، إنّ سوء التغذية يتسبب بإجهاض النساء الحوامل عند بلوغ حملهنّ الشهر الرابع أو الخامس، لافتاً إلى أن كثيرين من سكان المخيم غير قادرين على الخروج لتلقي العلاج، لأنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية في دمشق.
ونبه العلي إلى وجود فساد في آلية توزيع المساعدات على سكان المخيم، مشيراً إلى تدخل القادة العسكريين بالأمور المدنية الخاصة بالمساعدات والعلاج في المخيم.
ومن حين لآخر، يغادر السوريون مخيم الركبان خوفاً من الموت جوعاً، في ظل شحّ الدعم وانعدام الظروف المعيشية الملائمة، ويقصد الخارجون من المخيم مناطق سيطرة الحكومة السورية التي ليست بحال أفضل، فهي الأخرى تعاني من تدهور الاقتصاد.
ويعاني مخيم الركبان الواقع في منطقة تديرها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من وضع معيشي يتفاقم باستمرار منذ سنوات، ولم يشهد سوى تدخلات خجولة لمنظمات محلية وأخرى دولية، في حين ينأى التحالف بنفسه عن وضع القاطنين في المخيم.
ويسيطر على المخيم فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أميركياً الذي يتمركز في منطقة التنف والتي تعرف بالمنطقة 55.
وسبق أن طالبت منظمة العفو الدولية، الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لآلاف النازحين العالقين في مخيم الركبان.
وأشارت المنظمة الدولية في تقرير إلى أنّ ما لا يقل عن 8 آلاف نازح سوري يعيشون في المخيم، الذي يقع ضمن نطاق سيطرة الولايات المتحدة، وهم يفتقرون إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية الكافية، خاصة مع تدهور الوضع الإنساني بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.