دمشق
صرّح المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، مؤخراً، بأن الظروف لا تزال غير مهيأة لعقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن عقبات عديدة تحول دون ذلك، أبرزها استمرار التواجد العسكري التركي في سوريا، والذي اعتبره “احتلالاً”.
وأوضح لافرنتييف، أن هذا “الوجود (التركي) يُصعّب على الحكومة السورية القبول بالتفاوض دون وجود ضمانات واضحة من الجانب التركي بشأن انسحاب قواته من الأراضي السورية”.
ورغم العقبات، أكد لافرنتييف على استمرار التواصل بين وزارتي الدفاع في تركيا وسوريا في إطار التنسيق الرباعي (روسيا، تركيا، إيران، والحكومة السورية). وأعرب عن أمل موسكو في رفع مستوى الاتصالات لتحقيق تقارب تركي-سوري، معتبراً هذا التقارب عاملاً حيوياً لاستقرار سوريا والمنطقة.
موقف روسيا من التواجد التركي
أوضح لافرنتييف أن ملف الانسحاب التركي يعتبر “القضية الرئيسية” في عملية التطبيع، مؤكداً أن تركيا تتصرف كقوة “احتلال”، ما يستدعي تعهدات واضحة بشأن انسحابها، خصوصاً أن أنقرة مستمرة في دعم فصائل المعارضة السورية.
ويأتي هذا في وقت أعرب فيه الرئيس التركي عن تفاؤله بإمكانية الاجتماع مع الأسد لتصحيح مسار العلاقات التركية-السورية، رغم استمرار التوترات الميدانية.
وأشار لافرنتييف إلى أن تركيا تستمر في دعم أوكرانيا عسكرياً عبر تزويدها بالأسلحة، ما يعكس رغبة أنقرة في لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف. إلا أن موسكو تعتبر هذا الدعم عاملاً مثيراً للتوترات، إذ يُزعم وجود خبراء أوكرانيين في إدلب يدعمون (هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً) عبر المسيرات المستخدمة لاستهداف المواقع الروسية في سوريا.
وأكد لافرنتييف امتلاك موسكو ما وصفه بـ”الأدلة القاطعة” حول هذا الدعم، محذراً من أن بلاده ستتخذ تدابير حاسمة.
الهجمات الإسرائيلية والموقف الروسي
في سياق آخر، تناول لافرنتييف استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا، التي تستهدف وفقاً له مواقع تابعة للقوات الإيرانية. وشدد على رفض موسكو القاطع لهذه الأنشطة، مشيراً إلى أن استمرارها قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
وأضاف أن القوات الروسية وجهت تحذيرات لإسرائيل بشأن الضربات القريبة من القاعدة الروسية في حميميم، مؤكداً أن أي مساس بالأمن الروسي سيقابله رد قوي.
وفي ختام تصريحاته، حذّر لافرنتييف من إمكانية حدوث اجتياح إسرائيلي للجنوب السوري، مشيراً إلى أن روسيا تمتلك 8 نقاط مراقبة على خط برافو وستتابع الأوضاع عن كثب. واعتبر أن تكثيف الحشود العسكرية الإسرائيلية في المنطقة يثير قلقاً لدى موسكو، محذراً من تداعيات أي تحرك عسكري جديد على الاستقرار الإقليمي.
وقبل أيام اختتمت في العاصمة الكازاخستانية، نور سلطان، الجولة 22 من محادثات “مسار أستانا”، التي جمعت ممثلي الحكومة السورية، والمعارضة، وتركيا، وروسيا، وإيران.
وركزت المناقشات على جهود الحل السياسي، وأوضاع المعتقلين، والوضع الإنساني، إضافةً إلى قضية إعادة الإعمار. وأصدر المشاركون بياناً ختامياً أكدوا فيه على أهمية الحفاظ على التهدئة في إدلب وفق اتفاقيات خفض التصعيد، ورفضوا تدخل أي “أطراف ثالثة” بهدف زعزعة الاستقرار.