حلب
يشتكي سكان مدينة حلب السورية شمالي البلاد، من تلوث مياه الشرب، وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة التي قدمها البعض لمؤسسة المياه التابعة للحكومة، إلّا أنّ الأخيرة تكتفي بنفي وجود أي تلوث.
ويؤكد سكان حلب تدهور جودة المياه واختلاطها بملوثات تهدد صحتهم، حيث يبدو واضحا تغير الطعم حتى بات يشبه “العفن”.
وأبدى كثيرون تخوفهم من هذا التغيير، مؤكدين أن طعم المياه أصبح غير طبيعي، مما يثير قلقهم بشأن تأثيره المحتمل على صحتهم وصحة أطفالهم.
ومنذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، اشتكى عدد من سكان أحياء مدينة حلب من تغيرات غير مألوفة في مياه الشرب، إذ لاحظوا رائحة عفن وطعما غريبا في المياه التي تصل إلى منازلهم، ما دفعهم إلى الامتناع عن استهلاكها خوفا من أن تكون ملوثة، في حين ردّت المؤسسة العامة لمياه الشرب بأنّ “المياه آمنة وتتوافق مع المعايير القياسية المعتمدة”.
كما أكد العديد من السكان تقديم شكاوى إلى مؤسسة المياه بخصوص الطعم الغريب وتغير اللون في بعض أحياء مدينة حلب، إلا أنه لم يتم الاستجابة لمطالبهم واستمر الضخ عبر الشبكة الرئيسية.
وعلق سكان حلب على منشور للمؤسسة المياه على موقع “فيسبوك” تحدد فيه موعد الضخ، بالمطالبة بقطع المياه بسبب تلوثها، مشيرين إلى إصابة العديد من الأطفال بالتهابات وغيابهم عن المدارس بسبب ذلك.
وفي السياق، كشفت مصادر طبية لموقع إلكتروني مقرب من الحكومة عن تزايد حالات الإصابة بالإسهال والتهاب الأمعاء في المشافي والعيادات خلال الفترة الأخيرة. وأشار اختصاصي الأمراض الداخلية والصدرية هيثم قربي إلى أنّ مدينة حلب تشهد “تسجيل حالات إسهال حادة، إذ يراجع مرضى العيادات وغرف الإسعاف بنسبة أعلى من الأشهر السابقة”.
مؤسسة المياه تنفي وجود تلوث!
ومن جهته جدد مدير عام مؤسسة المياه بحلب أحمد الناصر، نفيه للأنباء المتداولة حول تلوث مياه الشرب في المدينة، قائلا إنّ “المياه التي يتم ضخها إلى الأحياء سليمة ومعقمة، ولا تشكل أي خطر صحي على السكان”.
وأشار الناصر إلى أنّ المؤسسة تجري عمليات تحليل يومية للعينات من محطات التعقيم والخزانات الرئيسية وشبكة المدينة لضمان سلامتها، مضيفا: “التحاليل التي ترد من الأحياء المختلفة تثبت أن المياه سليمة وصالحة للاستخدام”.
وأرجع سبب تغير طعم ولون مياه الشرب إلى “التغيرات في مواصفات المياه الخام في محطة ضخ البابيري”، بحسب ما نقلت صحيفة محلية.
وأوضح الناصر أنّ هذه التغيرات ناجمة عن التغيرات المناخية، مثل امتداد فصلي الصيف والربيع وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى قلة الأمطار هذا العام، مضيفا أنّ “المؤسسة تبذل جهودا كبيرة للتغلب على هذا الموضوع الذي لم يحدث سابقا”.
وأردف: “هناك تحسن ملحوظ في نوعية المياه، واختفى الطعم غير المرغوب فيه في معظم الأحياء، وبعض المواطنين قد يخلطون بين الطعم الناتج عن زيادة نسبة الكلور المستخدم في التعقيم والهاجس النفسي المرتبط بالإشاعات المتداولة”.
ووفقا لمدير مؤسسة المياه، فإن معالجة المياه تتم عبر عدة مراحل، بداية في محطات المعالجة في منطقة الخفسة، ثم في محطات التعقيم بحلب قبل ضخ المياه إلى الخزانات الرئيسية، مشيرا إلى أنّ “المؤسسة تواصل أعمالها بشكل يومي لمعالجة هذه الظاهرة الطارئة، التي لم تؤثر على الصحة العامة”.
شتاء حلب القاسي… حين تصبح التدفئة ترفاً والأمراض ضريبة البرد
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية بشكل متكرر حوادث مشابهة، إذ سبق أن سجلت مدينة تلكلخ غربي محافظة حمص وسط البلاد 180 إصابة بالتهاب الكبد نتيجة جرثومة سببها مياه الشرب، ويعود ذلك إلى تدهور شبكات المياه الرئيسية وعدم إجراء صيانة لها منذ أكثر من 13 عاما، إضافة إلى قرب شبكات المياه والصرف الصحي من بعضها وتضررها من جراء العمليات العسكرية، مما أدى إلى تلف البعض منها