الحسكة
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) اليوم الثلاثاء، عن إلقاء القبض على 79 عنصراً في تنظيم “داعش” في ختام عملية “الأمن الدائم” بمنطقة الهول في ريف محافظة الحسكة الجنوبي.
واستمرت العملية الأمنية لمدة 7 أيام، وشاركت فيها قوات التحالف الدولي وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وجاءت على خلفية معلومات استخباراتية حصلت عليها “قسد” خلال اعترافات لعناصر في “داعش”، تفيد بنية التنظيم مهاجمة السجون ومخيم الهول.
وذكرت “قسد” في بيان العملية الأمنية الختامي، أنها نفّذت عملية تمشيط وتفتيش واسعة النطاق في مناطق الريف الجنوبي، والشمالي لمدينة الهول والمخيم الموجود فيها، إلى جانب العمليات الأمنية الدقيقة التي استهدفت أوكار خلايا تنظيم “داعش”. وداهمت قوّات العملية أكثر من 60 موقعاً ومخبأً لخلايا التنظيم داخل وخارج عمليات التمشيط بريف الحسكة.
وأضافت أنها استهدفت خلال اليومين الأولين تمشيط أكثر من 200 قرية من قرى الريف الجنوبي والشمالي، بما فيها مسافة 70 كم من الحدود العراقية – السورية والمناطق الصحراوية التابعة لها، وواصلت بعد ذلك عمليات تفتيش مخيم الهول والمدينة نفسها، وشارك في العملية 5 آلاف مقاتل ومقاتلة من القوّات المشتركة، بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي، طبقاً للبيان.
وأجرت “قسد” عملية تمشيط لكامل المخيم، وركّزت على قسم “المهاجرات” الذي لا يزال يعوّل عليه داعش لبناء تنظيمه ضمن المخيم، بحسب البيان. والذي أشار إلى وجود تشدد واضح لدى عوائل التنظيم. وكانت القوات المشاركة في العملية قد عثرت جثة امرأة بعد قتلها وتعذيبها. كما أجرت القوّات عملية إحصاء وتدقيق في سجلات القاطنين، وإزالة المخالفات فيما يخص تقديم الأسماء والهويات غير الحقيقية.
وألقت قوّات عملية “الأمن الدائم” القبض على 79 عنصراً من خلايا “داعش”، والسيطرة على كمية كبيرة من الأسلحة بما فيها القنابل والألغام، وحققت مع 17 امرأة تورطن خلال الفترة الماضية بأعمال تعذيب وتقديم المساعدة لخلايا التنظيم، إضافة إلى مصادرة العديد من الأجهزة الالكترونية كانت تُسهل عمليات التواصل بين الخلايا المتعاونين معها ضمن المخيم، إلى جانب رموز ورايات للتنظيم، طبقاً للبيان.
ودعت “قسد” في بيانها المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه القاطنين في مخيم الهول، وتقديم الدعم الكافي للقوّات الأمنية والمؤسسات الخدمية والإدارية في مناطق شمال وشرق سوريا.
ويضم مخيم الهول المكتظ الذي تديره “قسد”، بحسب أرقام إدارة المخيم في كانون الثاني/يناير 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر في التنظيم المتطرف.
ويشكل الأطفال والنساء الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من الخروج منه، لكنه يؤوي أيضاً حوالي 3000 رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون، ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لصالح التنظيم المتطرف.
وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بشكل متكرر، من الخطر الذي يشكله مخيم الهول بريف الحسكة، في ظل انتشار لخلايا تنظيم “داعش” وانتشار الأفكار المتطرفة للتنظيم لاسيما بين الأطفال، وسط مخاوف من نشوء جيل يتبنى تلك الأفكار في حال عدم إيجاد حل لهذا الملف، عبر استعادة الدول رعاياها من هذه العوائل.