بيروت
اعترفت إسرائيل ولأول مرة بتنفيذ عملية تفجير أجهزة النداء الآلي (البيجر) التي يستخدمها عناصر “حزب الله” في لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي.
وجاء الاعتراف على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أوضح اليوم الأحد أنّ عملية تفجير “البيجر” واللاسلكي، إضافة إلى اغتيال الأمين العام السابق لـ “حزب الله” حسن نصر الله تمت رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: “لم أُصغِ إلى التحذير بأنّ واشنطن ستعارض العملية”، مضيفا أنّ “جهات في جهاز الأمن والمستوى السياسي اعترضت على عملية البيجر واغتيال نصر الله”.
وفي سبتمبر الماضي، أدى انفجار أجهزة البيجر وأجهزة اتصال لا سلكية أخرى بشكل متزامن، إلى مقتل 12 وإصابة الآلاف.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنّ “هناك وزراء عارضوا قرارات كنت أؤيدها مثل قتل حسن نصر الله والدخول إلى رفح”، إلا أنّني تحملت المسؤولية كاملة لتنفيذ هذه العمليات”، معتبرا أنّه “تم تنفيذ الأوامر باعتبارها جزءا من الدفاع الاستباقي عن أمن إسرائيل”.
وتابع: “كانت الهجمات جزءا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى منع أي تهديدات من لبنان، وهي ضرورية لضمان الأمن الإسرائيلي في مواجهة التهديدات المستمرة من حزب الله”.
الصحة اللبنانية: 12 قتيلاً ونحو 2800 جريح بانفجار أجهزة “بيجر”
وقال نتنياهو إنّه تواصل مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب 3 مرات خلال الأيام القليلة الماضية، بهدف “تعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
وفي 18 سبتمبر الماضي، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين (لم تسمهم)، أن إسرائيل أخفت متفجرات داخل دفعة من أجهزة اتصال “بيجر” تايوانية تم استيرادها إلى لبنان.
وقال المسؤولون حينها، إنّ “حزب الله” طلب من شركة “غولد أبولو” التايوانية أكثر من 3 آلاف جهاز اتصال، مضيفين أنه تم زرع مادة متفجرة صغيرة الحجم بجانب بطارية كل جهاز، و“تم التلاعب بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان”.
وكانت صحيفة “المونيتور” قد نقلت في وقت سابق عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، أن الآلاف من أجهزة الاتصال التي حصل عليها “حزب الله” اللبناني فخختها إسرائيل قبل وصولها لعناصر الحزب.
ونفذت إسرائيل الهجوم بعد جمع معلومات تفيد بأن اثنين من “حزب الله” اكتشفا اختراق الأجهزة، في حين أن الخطة الأصلية كانت تفجيرها إذا اندلعت حرب شاملة لتحقيق “تفوق استراتيجي”، وفقا للصحيفة.