دمشق
قالت هيئة البث الإسرائيلية “كان” وصحيفة “إسرائيل اليوم” إنّ غارة إسرائيلية على منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق أودت اليوم الأحد بحياة علي موسى دقدوق، مسؤول ملف الجولان في “حزب الله”.
وبحسب المركز العربي لدراسات التطرف، دقدوق قائد في “حزب الله”، تتهم أميركا بتدبير هجوم 20 كانون الثاني/يناير 2007 على القوات الأميركية في كربلاء بالعراق، والذي أسفر عن مقتل 5 جنود أميركيين. سُجن في العراق، وأطلق سراحه في عام 2012.
ودقدوق عضو في قيادة الوحدة 2800 للعمليات الخاصة في الحزب، وكان منسق الأمن الشخصي لأمين عام “حزب الله” الراحل حسن نصر الله. ويستخدم أسماء حركية عدة منها أبو حسين سجاد، وحامد اللبناني، وحامد جبور اللامي، وحسين محمد جبور الموسوي، وحامد مجيد عبد اليونس.
وفي آذار/مارس 2019، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه أنشأ شبكة سرية تابعة للحزب في مرتفعات الجولان الخاضعة للسيطرة السورية. ووفقاً للمخابرات الإسرائيلية، تجمع هذه الشبكة معلومات استخبارية عن النشاط العسكري الإسرائيلي على طول الحدود. ويقول الجيش الإسرائيلي إن “حزب الله” أنشأ هذه الشبكة من دون إعلام الحكومة السورية.
سليم عياش
وبعد ظهر اليوم أيضاً، قالت قناة “العربية” إن مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير الحدودية بين لبنان وسوريا بغارة نتج منها مقتل سليم عياش، القيادي البارز في “حزب الله”، المحكوم عليه بخمس عقوبات سجن مدى الحياة بتهم تتعلق بالإرهاب.
وكانت المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري قد أدانت عياش غيابياً في كانون الأول/ديسمبر 2020 بخمس عقوبات سجن مدى الحياة، لدوره في التفجير الذي استهدف موكب الحريري في 14 شباط/فبراير 2005، وأدى إلى مقتله مع 21 شخصاً آخرين، بينهم وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني السابق باسل فليحان، وإصابة 226 آخرين بجروح.
وكان نصرالله رفض تسليم عياش وآخرين مدانين لجريمة اغتيال الحريري، ووصفهم بأنهم “قديسون”.
وبحسب “العربية”، نُشرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بمقتل عياش في ضربة جوية استهدفت منطقة القصير على الحدود السورية اللبنانية.
ويذكر أن الحكومة الأميركية تعرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال عياش.
محمود شاهين
ليس دقدوق وعياش وحدهما في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت قياديين في “حزب الله” بسوريا. ففي 4 نوفمبر الجاري، كشف الجيش الإسرائيلي عن اغتيال محمود محمد شاهين، الذي تصفه تل أبيب بأنه مسؤول استخبارات “حزب الله” في سوريا.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث العربي باسم الجيش الإسرائيلي، إن شاهين “كان مسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا، وقتل قبل نحو شهر مع المدعو هاشم صفي الدين وقائد ركن الاستخبارات حسين علي هزيمة”.
وأضاف أن شاهين شغل سلسلة مناصب في “حزب الله”، وفي ركن الاستخبارات قبل توليه منصب مسؤول الركن في سوريا في عام 2007، “وأنه قاد عمليات بناء وتفعيل القوة في مجالات الاستخبارات والدفاع الجوي بمشاركة جهات المحور الإيراني المختلفة”، كما قال أدرعي.
ولفت إلى أن شاهين كان عنصرًا مهمًا في التعاون بين حزب الله والمحور الإيراني، مؤكداً أن “عملية القضاء عليه تشكل ضربة إضافية للقدرات الاستخبارية لحزب الله”.
وبحسب البيان الإسرائيلي، “يعتبر ركن الاستخبارات الجهة الاستخبارية المركزية في حزب الله المسؤولة عن بلورة صورة الاستخبارات لديه وتقود الجهود الاستخبارية في التنظيم وتتمتع بقدرات جمع المعلومات، والجيش ضرب ركن الاستخبارات في حزب الله بشكل ملموس حيث دمر مقرات تابعة له في لبنان وسوريا، وضرب قدراته لتجميع المعلومات حيث يضاف استهداف مصالحه داخل سوريا إلى هذه الضربات التي تستهدف القدرات الاستخبارية لحزب الله”.
قتلى في المزة
في 22 أكتوبر المنصرم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قيادي كبير في “حزب الله” بسوريا، مسؤول عن قسم كبير من عمليات تمويل الحزب اللبناني الموالي لإيران، في غارة استهدفت سيارته بحي المزة بدمشق.
وقال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ القتيل هو “أبو صلاح”، قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن التحويلات المالية للحزب، والتي يتمّ الحصول عليها بشكل خاص من بيع النفط الإيراني.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ “مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة مقابل فندق وقرب مبنى وزارة الإعلام في حيّ المزة بدمشق”.
ونقل المرصد عن مصادر تأكيدها سقوط قتيلين في الهجوم، إضافة إلى “أبو صلاح”، هما مسؤول التسليح في حزب الله ويدعى أبو حسن، ومرافقه أبو عبد الله.
أدهم جاحوت
في 10 أكتوبر المنصرم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال أدهم جاحوت، المسؤول في وحدة “ملف الجولان” التي تعتبر فرعا لـ”حزب الله” في سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “أغارت طائرة لسلاح الجو في وقت سابق اليوم في منطقة القنيطرة، بتوجيه من الفرقة 210، وقضى على الإرهابي المدعو أدهم جاحوت، وهو إرهابي في وحدة (ملف الجولان) التي تعتبر فرعاً لحزب الله في سوريا”.
ووفق البيان، فإن جاحوت كان ينقل معلومات جمعها على الجبهة السورية لـ”حزب الله” من أجل تنفيذ عمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان.
صهر نصر الله
في 3 أكتوبر أيضاً، دوى انفجار ضخم في حي المزة، وكان المستهدف في الغارة الإسرائيلية هو حسن جعفر قصير، صهر نصرالله، بحسب “الحدث”.
وقصير هو شقيق القيادي في “حزب الله” محمد جعفر قصير، الذي اغتالته إسرائيل باستهداف شقته على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في 1 أكتوبر المنصرم.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، كان محمد جعفر قصير مسؤولاً عن نقل وسائل قتالية من إيران إلى “حزب الله”.
عماد مغنية
أما عماد مغنية، فيعد كبير قياديي حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل في سوريا، كما تعد عملية اغتياله في 12 فبراير 2008 في ضاحية كفرسوسة بدمشق من أشهر عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد الإسرائيلي ضد “حزب الله”. فقد طاردته إسرائيل سنوات طويلة، وكان شكله غير معروف لكثيرين، حتى بين أعضاء الحزب نفسه، لذلك سمي “الثعلب”.
كان مغنية المسؤول العسكري لـ “حزب الله”، وكان معروفاً باسم “الحاج رضوان”. وتيمناً به، أطلق “حزب الله” اسم “قوات الرضوان” على قوات النخبة فيه.
اتهمته المخابرات الأميركية والإسرائيلية والغربية بالتخطيط لتدمير مقر السفارة الأميركية في بيروت، ومقر مشاة البحرية الأميركية في لبنان في عام 1983، وأهداف إسرائيلية في بيونس آيرس في عام 1992. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، رفعت الولايات المتحدة قيمة جائزة الإبلاغ عنه إلى 25 مليون دولار، حتى قالت صحيفة “يديعون أحرونوت” الإسرائيلية إنه مطلوب أكثر من نصر الله نفسه.
نجا من محاولات اغتيال عديدة في لبنان، لكن تمكن الموساد من تفخيخ مقعد سيارته لتنفجر في دمشق، من دون أن تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن الاغتيال.