الحسكة
أطلقت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) اليوم الأربعاء، حملة أمنية في مخيم الهول الواقع بريف محافظة الحسكة، والذي يضم عوائل تنظيم “داعش”، على خلفية معلومات استخباراتية تفيد بنية التنظيم هجمات.
وقالت “قسد” في بيان، إن العملية التي يشارك فيها التحالف الدولي، جاءت عقب اعترافات أدلى بها عناصر من التنظيم المتطرف ألقي القبض عليهم خلال الفترة السابقة، تؤكد عودة نشاط الخلايا في المناطق الصحراوية وتخطيطها لهجمات.
وأضافت أن العملية ضرورية في ظل استمرار “داعش” بتشكيل خطراً على المنطقة، وسبق أن شنّ عناصر التنظيم هجوماً على الطريق الواصل بين بلدتي الهول والشدادي، وأسفر حينها عن فقدان 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) لحياتهم.
وذكر بيان “قسد”: “نفذت قواتنا المزيد من العمليات الاستباقية المكثفة ومواصلة الضغط على الخلايا الإرهابية منعاً من إعادة نشاطها ولجم تحركاتها، وقد تحققت العديد من النتائج الإيجابية ولا سيما من ناحية القضاء على العديد من الخلايا ومتزعميها، ومنعها من تحقيق أهدافها في ضرب الأمن”.
وأشار إلى أن عناصر تنظيم “داعش” حاول خلال الفترة الماضية، تحريك خلاياه في ريفي الهول والشدادي، للهجوم على المخيمات والسجون، تزامن ذلك مع تحركات الخلايا ضمن المخيم وحولها ومحاولة الفرار عدة مرات وإحداث الفوضى ضمن بعض قطاعات المخيم لتشتيت جهود قوى الأمن المسؤولة عن المخيم، طبقاً للبيان.
ولفتت “قسد” إلى أن احتمال عودة التنظيم “واقعاً لا بد من مواجهته”، وخاصة في المناطق النائية التي عادة ما يلجأ إليها للتخطيط للهجمات على السجون والمخيمات بهدف لم شمل عناصر “داعش” مع عائلاتهم ومن ثم إعادة النشاط مجدداً.
وأضافت أن العام الجاري سجل العديد من المحاولات للوصول إلى مخيم الهول، وكذلك السجون التي تأوي عناصر “داعش” في شمال وشرق سوريا من قبل عناصر التنظيم، الذي يعتبر تلك المواقع أهدافاً أساسية واستراتيجية لخلاياه، وحماساً لخطاباته وآلته الدعائية، بحسب ما أوردت في بيانها.
ويضم مخيم الهول المكتظ الذي تديره “قسد”، بحسب أرقام إدارة المخيم في كانون الثاني/يناير 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر في التنظيم المتطرف.
ويشكل الأطفال والنساء الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من الخروج منه، لكنه يؤوي أيضاً حوالي 3000 رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون، ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لصالح التنظيم المتطرف.
وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بشكل متكرر، من الخطر الذي يشكله مخيم الهول بريف الحسكة، في ظل انتشار لخلايا تنظيم “داعش” وانتشار الأفكار المتطرفة للتنظيم لاسيما بين الأطفال، وسط مخاوف من نشوء جيل يتبنى تلك الأفكار في حال عدم إيجاد حل لهذا الملف، عبر استعادة الدول رعاياها من هذه العوائل.