واشنطن
صارت الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 على أشدّها، إذ تشير التوقعات حتى الآن إلى سباق متقارب بين المرشحيَن دونالد ترامب وكاملا هاريس.
ويمتلك ترامب تفوقا طفيفا في عدة ولايات مثل نيفادا وبنسلفانيا وجورجيا، بينما تتفوق هاريس بشكل ضئيل في ميشيغان.
وتشير بعض التوقعات لاحتمالية فوز ترامب بنسبة تصل إلى حوالي 54%، لكن الفارق يظل ضئيلا جدا مما يجعل السباق مفتوحا لكل الاحتمالات.
وخلال 13 عاما من الحرب السورية تعاقب ثلاثة رؤساء على الإدارة الأميركية، اثنان منهم من الحزب الديموقراطي، وهما باراك أوباما وجو بايدن، وواحد من الحزب الجمهوري وهو دونالد ترامب، وكان لكل منهم مواقف متباينة تجاه سوريا.
باراك أوباما
وكان باراك أوباما أول رئيس أميركي عاصر الصراع في سوريا، حيث استلم مهامه منذ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 واستمر لفترتين رئاسيتين حتى 20 نوفمبر 2017.
وكان أوباما قد صرح في 13 تموز/يوليو 2011، أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، “فقد شرعيته في نظر شعبه”، وذلك بعد هجوم لموالي الحكومة على مقر السفارة الأميركية في دمشق، وفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”.
وفي 20 آب/أغسطس 2012، وجه أوباما تحذيرا للأسد من أن قيامه باستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية في الصراع ضد فصائل المعارضة سيكون “خطا أحمر”، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة السورية من تنفيذ عدة هجمات بالسلاح الكيماوي ضد المدنيين، بحسب “البيت الأبيض“.
ترامب عائداً
وفي الوقت الذي تغافلت فيه إدارة أوباما عن انتهاكات الأسد، كان دونالد ترامب أكثر صرامة مع الحكومة السورية، ففي 7 نيسان/أبريل 2017 أمر الرئيس الأميركي حينها بقصف مطار الشعيرات العسكري في حمص بـ 59 صاروخا من طراز توماهوك، وهو المطار الذي يُعتقد أن القوات الحكومية نفذت من خلاله هجوما كيماويا على المدنيين في خان شيخون بريف محافظة إدلب، بحسب بيان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
فتورٌ في حقبة بادين
وفي الوقت الذي اتخذ فيه ترامب سياسة صارمة تجاه الحكومة السورية، اكتفى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، بالتركيز على محاربة الإرهاب، بينما اتخذ في المقابل سلسلة قرارات أسهمت في إطالة عمر الأسد، وفقا لتقارير.
وأفادت تلك التقارير بأن استراتيجية إدارة بايدن تجاه الملف السوري، انحصرت في ثلاثة محددات وهي ملف الإرهاب، ومكافحة الهجرة الجماعية، وتموضع سوريا في السياسة الخارجية التوسعية لروسيا، ما يعطي دلالة لانخفاض درجة أهمية الملف السوري للولايات المتحدة في عهد بايدن.
ولفتت التقارير أيضا إلى أن بايدن ركز على التعاون مع الحكومات الإقليمية وتقديم الدعم للشركاء المحليين، لـ”منع تصدير الإرهاب من سوريا، والحد من الهجرة الجماعية، دون التطرق لملف التسوية السياسية، على عكس إدارة ترامب التي أعلنت عن نيتها لإنشاء “تسوية للحرب في سوريا تؤمن الظروف لعودة اللاجئين”.
ومن المواقف البارزة في عهد بايدن، أنه مهد الطريق أمام التطبيع مع الأسد، حيث أعادت الكثير من الدول العربية وعلى رأسها السعودية علاقاتها مع دمشق، التي عادت كذلك للجامعة العربية.
وفي أبريل 2024، عرقل بايدن قانون مناهضة التطبيع مع الحكومة السورية، بعدما وافق مجلس الشيوخ الأميركي (الكونجرس) عليه بأغلبية ساحقة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سعى بايدن لتخفيف حدة العقوبات التي كانت مفروضة على الحكومة السورية بموجب قانون “قيصر” في عهد ترامب.
80 مليون ناخب يصوتون
ويدلي أكثر من 80 مليون ناخب بأصواتهم اليوم الثلاثاء، وسنعرف على وجه اليقين ما إذا كان الرئيس السابق ترامب أو نائبة الرئيس الحالي هاريس قد انتُخبا بحلول نهاية الليل، ولكن متابعة البيانات في الوقت الفعلي والتركيز على المقاطعات الرئيسية يمكن أن يمنحك إحساسا بالاتجاه الذي تتجه إليه النتيجة.
ومن المرجح أن يتم حسم الأمر بين الولايات الخمس التي تحولت من ترامب في عام 2016 إلى بايدن في عام 2020، أريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن إلى جانب نيفادا وكارولينا الشمالية.
موعد إغلاق صناديق الاقتراع
وتُغلق صناديق الاقتراع، بدءا من الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة الأميركية، على أن يكون آخر مراكز الاقتراع في الولايات المتأرجحة في أريزونا ونيفادا في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت الشرقي.
أثرٌ تاريخي للانتخابات الأميركية
وأيا كانت النتيجة في يوم الانتخابات سوف يتمخض عنها أثر تاريخي، ومن شأن فوز ترامب أن يجعله أول رئيس يتم اتهامه وإدانته بارتكاب جناية، بعد محاكمته الخاصة بالأموال السرية في نيويورك، وسيكتسب السلطة لإنهاء التحقيقات الاتحادية الأخرى المعلقة ضده.
كما سيصبح ترامب ثاني رئيس في التاريخ يفوز بفترتين غير متتاليتين في البيت الأبيض، بعد جروفر كليفلاند في أواخر القرن التاسع عشر .
وتتنافس هاريس لتصبح أول امرأة وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يدخل إلى المكتب البيضاوي، بعد أربع سنوات من كسرها نفس الحواجز في المنصب الوطني من خلال تقلدها منصب نائب الرئيس في إدارة جو بايدن.
وتوقفت هاريس عن ذكر ترامب، ومضت في وعودها بحل المشاكل والسعي إلى الحصول على الإجماع، وبدت نبرتها متفائلة بشكل حصري تقريبا وهو ما يذكر بالأيام الأولى لحملتها عندما تبنت “سياسة الفرح” وموضوع حملتها الانتخابية “الحرية”.
وعلى الجانب الآخر جعل ترامب، الذي جدد شعاراته “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” و”أميركا أولا”، نهجه المتشدد تجاه الهجرة والانتقادات الشديدة لهاريس وبايدن، مرتكزات دوافعه للفوز مرة أخرى.
وهاجم ترامب الديموقراطيين بسبب تضخم الاقتصاد، وتعهد بقيادة “العصر الذهبي” الاقتصادي، وإنهاء الصراعات الدولية وإغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وفي نهاية هذا الأسبوع، كان لدى حملة هاريس أكثر من 90 ألف متطوع يساعدون في ترغيب الناخبين، وطرقوا أكثر من 3 ملايين باب منزل في جميع أنحاء الولايات المتأرجحة.
كما أظهر فريق ترامب الثقة بدعوى أن جاذبية الرئيس السابق الشعبوية ستجذب الناخبين الأصغر سنا والطبقة العاملة عبر الخطوط العرقية والإثنية.
وتدور الفكرة حول إمكانية ترامب في تجميع ائتلاف جمهوري غير نمطي، حتى عندما تصبح كتل الحزب الجمهوري التقليدية الأخرى والناخبين المتعلمين في الجامعات أكثر ديموقراطية.