خاص ـ إدلب
تسببت عاصفة مطرية ضربت مناطق شمال غربي سوريا فجر اليوم الأحد، بغرق خيام وانقطاع طرقات في عدد من مخيمات النازحين في ريف إدلب، إلى جانب أضرار لحقت بمنازل سكنية بعدة مدن وبلدات.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إنّ “الأمطار الغزيرة التي هطلت فجر الأحد تسببت بتشكّل واحات من المياه والأوحال وتشكيل طوفان مياه وغرق عدد من الخيم، في مخيمات القاموع في أورم الجوز، والبالعة وشهداء اللطامنة وعمار والأنفال بمنطقة أطمة ومخيم عدوان في سهل الروج ومخيم غصن الزيتون في قباسين بريف إدلب الشمالي، إلى جانب انقطاع جزئي لبعض الطرقات في مدينة إدلب ومناطق أخرى”.
وأضافت المنظمة في منشور على حسابها في فايسبوك، أن “الأمطار تسببت أيضاً إغلاق العديد من الطرق في كل من بنش ومعرة مصرين وسلقين وأريحا وسد حيلا وإحسم في ريف إدلب، والباب بريف حلب الشرقي”.
وقال الناشط عبد الكريم الحلبي، إنّ “العاصفة المطرية تسببت بأضرار ليس فقط في الخيام وإنما بعدد كبير من المنازل المتهالكة أساساً جراء غارات جوية سابقة على المنطقة، وهو ما يزيد مخاوف السكان بالمنطقة في ظل الحديث عن شتاء قاس”.
وأضاف في تصريحات لموقع ”963+”: “للأسف صار من البديهيات أن يبدأ الشتاء ويبدأ معه فصل المعاناة، علماً أننا كناشطين نُحذّر قبل بدء الأمطار والعواصف بأشهر، ونخاطب المنظمات وننشر التقارير الصحفية لإيجاد حلول تجعل الأضرار أقل، ولكن الاستجابات تكون معدومة”، مشيراً إلى أنه “يتم بشكل سنوي تسجيل خسائر بشرية جراء العواصف”.
ويتوزّع النازحون في إدلب على ما يزيد عن 1250 مخيّماً، أغلبها مخيمات عشوائية، يتعرّض قاطنوها لشتاء بارد تأتي أمطاره على سقوف خِيمهم وتُمزّق عواصفه جدراناً من قماش تأويهم، وسط مخاوف وقلق مستمر لدى المدنيين في تلك المناطق في ظل الحديث عن بدء عمليات عسكرية قريباً.
وكان محمد الخلف، وهو عامل في الشأن الإنساني بإدلب، قد قال في حديث لـ”963+” في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إنّ “الشتاء يُمثّل تحدّياً مستمراً للسكّان هنا في إدلب نظراً لفقر حالهم وصعوبة مواجهة ظروف الطبيعة، فغالباً ما تأتي أمطار غزيرة أو رياح وعواصف تجعل الخيام تتطاير أو تغرق، وهي مأساة متجددة في كل عام، باتت حالة اعتيادية للسكّان”.
ومنذ سيطرة القوات الحكومية على مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمال الغربي، في 2020، اضطر مئات الآلاف من سكّان تلك المناطق إلى النزوح نحو قرى وبلدات شمال غربي البلاد، وتمّ بناء مخيمات على عجل في مناطق جبلية وعرة وأخرى زراعية، يقيم فيها 4 ملايين و186 ألفاً، نصفهم من النازحين، إضافة لوجود 6.5 آلاف لاجئ من العراق وفلسطين.
وتأتي العاصفة المطرية بالتزامن مع انقطاع شبه تام لشبكة الانترنت في إدلب، بسبب خلاف مالي بين مورّدي الخدمة في شمال غربي سوريا والمصدر الرئيسي في تركيا، حيث تستلم مؤسسة الاتصالات التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” التابعة بدورها لـ”هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، من الموردين في تركيا كل ميغابايت بسعر 0.62 دولار وتقوم ببيعه في شمال غرب سوريا بسعر 2.25 دولار، مما يعني أن هامش الربح التي تحتفظ به المؤسسة كبير جدًا مقارنة بالتكلفة.
وبحسب وحدة تنسيق الدعم، العاملة في المنطقة، فإن العام الماضي شهدت المخيمات في شمال غربي البلاد، 42 حالة وفاة مرتبطة بالبرد.
وكان المدير التنفيذي للاستجابة الطارئة دلامة العلي قد أشار في حديث لـ”963+” نهاية الشهر الماضي، إلى أن “هذا الشتاء مختلف لكون المنطقة تشهد تصعيداً مستمراً من قبل القوات الحكومية وروسيا، وهو ما يجعل فرق الاستجابة غير قادرة على تأمين مستودعات لشراء وسائل تدفئة أو معدّات لتقديمها لاحقاً للسكّان، خشية تعرّض تلك المستودعات للقصف”.