درعا
أطلقت القوات الحكومية السورية، أمس الأحد، النار على أشخاص حاولوا إدخال أدوية وأغذية إلى مخيّم الركبان عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.
“جيش سوريا الحرة” المدعوم من قوات الحالف الدولي، قال، إن نازحين في مخيم الركبان أصيبوا أثناء محاولاتهم إدخال الأدوية والأغذية نتيجة إطلاق القوات الحكومية السورية النار عليهم بشكل مباشر.
وأضاف “الجيش” المتواجد في منطقة التنف في بيانٍ، أن “الأشخاص حاولوا إدخال أغذية وحليب أطفال وأدوية مختلفة إلى المحاصرين في مخيم الركبان.
وتسبب الاستهداف من قبل قوات الحكومة السورية بتدمير العربات التي كان يستقلها الأشخاص الذي حاولوا إخال المواد للمخيم، إضافة إلى وقوع انفجارات لألغام كانت مزروعة في المنطقة.
وشدد “الجيش” أنّ “هذه الأفعال تعمل على زيادة الضغوط على المدنيين وتزيد الوضع سوءا في مخيم الركبان”.
تدهور الوضع الإنساني
يقع مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية-العراقية، حيث يقيم نحو 8,000 مدني، في ظروفٍ قاسية تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجةً للحصار الذي فرضته القوات الحكومية.
وكان يعيش في المخيم 80 ألف سوري، تم ترحيلهم بشكل قسري من الأردن، ليغلق الأخير حدوده مع المنطقة في عام 2016.
كما غادر معظمهم بسبب الظروف المزرية، مع لفت النظر إلى الخطر الذي يهددهم في حال خروجهم من المخيم، خشية تعرضهم للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري، بسبب معارضتهم للحكومة السورية، وفق سكّان المخيم.
وبدأ الحصار بشكل كامل على المخيم منذ عام 2018، وجاء استكمالاً لحصار جزئي بدأ في عام 2014. ويعاني سكان المخيم من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، حيث تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى نفاد المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية منذ أكثر من شهر.
وفي وقت سابق توفي رضيع في مخيم “الركبان” وقال رئيس “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية” ماهر العلي، إن الطفل تعرض لارتفاع بدرجة الحرارة، ولم يتمكن المختصون في المخيم من خفضها، وأكدت وسائل إعلام محلية، أن الرضيع توفي بسبب نفاد المواد الطبية الخاصة بالأطفال.
ويشكل هذا المخيم مأساة إنسانية شديدة التعقيد، إذ يتمركز في منطقة صحراوية صعبة الوصول وتُمنع المنظمات الإنسانية من دخوله بحجة “انعدام الأمن”.
ومع كل هذه المخاوف، غادرت في سبتمبر الماضي 9 عائلات من المخيم إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، بسبب “الجوع” وفق ما قالت مصادر محلية من داخل المخيم، في ظلّ تعتيم على مصير العائدين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
ولفتت “المنظمة السورية للطوارئ”، إلى أن “الفرقة الرابعة” قطعت جميع طرق التهريب التي يستخدمها قاطنو مخيم “الركبان”، وطالبت المجتمع الدولي ودول التحالف الدولي، باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم جهودها في توفير المساعدات الضرورية للمحاصرين في المخيم، وإنقاذ أرواحهم.
محاولات خجولة
في ظلّ عجر المؤسسات الدولية في الوصول إلى المخيم، أطلقت قبل نحو عام، المنظمة السورية للطوارئ، حملة أسمتها “عملية الواحة السورية”، تهدف إلى توصيل المساعدات بشكل مستدام إلى المخيم، وذلك باستخدام الطيران العسكري في منطقة الـ 55 كلم.
بدورها، دعت منظمة العفو الدولية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لقاطني الركبان المعزول والمحاصر، كونه يقع في منطقة يسيطر عليها التحالف الدولي، متّهمة واشنطن بالتقاعس في هذا السياق.
ونوّهت “العفو الدولية” في دعوتها إلى أنّ “واشنطن ملزمة رسمياً بإنقاذ حياة سكّان المخيم، كونه يقع في منطقة يدير الجيش الأميركي قاعدة عسكرية بالقرب منه، كما أنّ واشنطن تتمتع بسيطرة فعلية على منطقة المخيم.
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة آية مجذوب: “من غير المعقول أن آلاف الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، عالقون في أرض قاحلة يكابدون من أجل البقاء دون الحصول على الضروريات المنقذة للحياة”.