الحسكة
عبّر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن قلق بلاده إزاء الهجمات العسكرية المتواصلة التي تشنها تركيا على مناطق متفرقة تقع شمال غربي سوريا وشرقها، حيث المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، الحليف الرئيسي والوحيد لواشنطن في حربها ضد تنظيم “داعش” في سوريا.
وقال المسؤول الأميركي لموقع “963+”: “إننا لا نريد أن نرى أي عمليات تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين أو من شأنها أن تضر بجهودنا لمواصلة عملنا مع شركائنا السوريين ضد داعش، الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً وموثوقاً”، على حد تعبّيره.
وأضاف: “نحن على علم بالتقارير التي تتحدث عن ضربات جوية تركيّة في سوريا، ونراقب عن كثب التطورات في المنطقة، حيث نشعر بقلقٍ عميق إزاء تلك الضربات”.
ومن جهتها أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية الدولية، عن قلقها إزاء التصعيد العسكري التركي الأخير في شمال شرقي سوريا، وقالت في بيان عبر حسابها في منصة “فيسبوك”: “يستهدف التصعيد، البنية التحتية المدنية ويلحق الضرر بمرافق الرعاية الصحية مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين”.
وأضافت “أطباء بلا حدود”: “من شبه المؤكد أن هذا التصعيد سيؤثر بشدة على وصول الناس في شمال وشرق سوريا إلى الخدمات الأساسية، وسيؤدي إلى تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمنطقةٍ دمرها بالفعل الصراع الممتد لأكثر من عقد، وحثت جميع الأطراف المتحاربة على إعطاء الأولوية لسلامة المدنيين والامتناع عن استهداف البنية التحتية الأساسية”.
وقتل 17 شخصا وأصيب 48 آخرين بجروح متفاوتة نتيجة استهداف القوات التركية والفصائل الموالية لها مناطق تقع شمال شرقي سوريا وغربها، منذ مساء الأربعاء الماضي وحتى اليوم الجمعة.
وقصفت القوات التركية بالمدفعية والطائرات الحربية والمسيّرة منشآت نفطية وحيوية ومناطق مأهولة بالسكان في كل من محافظات الحسكة وحلب والرقة الواقعة ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وذلك بعد هجومٍ على شركة للصناعات العسكرية في أنقرة الأربعاء الماضي، وتبنّاه حزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة.
وفي حديثهم لموقع “963+” قال سكان من مدينة القامشلي السورية الواقعة شمال البلاد: “التصعيد التركي يزعزع استقرار المنطقة، ومن الممكن أن ينزحوا بسببه”، لكن خياراتهم في النزوح إلى أماكن أخرى تبقى مقيدة بسبب الحصار الذي تشهده المنطقة.
وقالت شيرين إبراهيم وهي سيدة سورية كانت قد نزحت قبل سنوات إلى لبنان وعادت مؤخرا إلى شمال البلاد إثر الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حزب الله”: “من الواضح أنّنا سنقضي حياتنا في البحث عن مكان آمن”. وأضافت: “أولادنا حرموا من التعليم، سينشأ جيلٌ جاهل بفعل الحرب المستمرة”.
وحذّرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من الضرر الذي يلحقه التصعيد التركي بجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” مشيرة إلى أن “هذا العدوان يؤسس لمشروع (فوضى) جديد في المنطقة ويحفز عودة الإرهاب”.
وقالت الإدارة الذاتية ليل اليوم الجمعة في بيان: “تسببت الهجمات التركية على مناطق كوباني وتربسبية وعامودا، بتدمير قطاع الطاقة، مما ترك أكثر من 250 ألف عائلة دون كهرباء، وتسبب القصف بانقطاع المياه عن الدرباسية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة”، وحذّرت من تداعيات استهداف منشآت النفط والمصافي على القطاعات الخدمية والصناعية والزراعية “في ظل هذه الظروف الحساسة”.
أردوغان يلوّح بعملية عسكرية شمال سوريا ويطلب من بوتين دفع عجلة التطبيع مع الأسد
ونقلت وسائل إعلام تركية في وقت سابق اليوم عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلميحه إلى نيّة قوّات بلاده تنفيذَ “عملية عسكرية موسعة في شمال وشرق سوريا”، واصفا إياها بالتزام تركيا “بمكافحة الإرهاب من منبعه في سوريا”.
وقالت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية ليل اليوم الجمعة، إنّ القوات التركية مستمرة باستهداف مناطق شمال شرقي سوريا، حيث أحصت 99 استهداف بواسطة الطائرات المسيّرة، و13 بالطائرات الحربية، و573 قذيفة هاون.
ومنذ مساء الأربعاء الماضي حتى ليل اليوم، سجلت الأسايش 17 قتيلا بينهم طفل و48 جريحا بينهم طفلان.