دمشق
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في دفع مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة “بريكس” في قازان.
وقال أردوغان في تصريحات للصحافة نُشرت اليوم الجمعة، إنّه طلب من بوتين دعم التواصل بين سوريا وتركيا لتطبيع العلاقات واستجابة الرئيس بشار الأسد لدعوته للقائه.
وأضاف: “تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف، طلبنا من السيد بوتين ضمان رد بشار الأسد على دعوتنا، هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك”.
وكان الكاتب الصحفي محمد نور الدين، المختص بالشؤون التركية، قد أكد سابقا لموقع “963+”، أن لقاء بوتين وأردوغان “لن يسفر عن نتائج ملموسة، نظراً إلى أن الظروف في السنوات السابقة كانت أكثر ملاءمة لتحقيق تفاهمات، لكنها لم تُستثمر”، مشيرا إلى “تقلّص قدرة روسيا على التدخل المباشر في الأزمات الإقليمية” مع بداية الحرب الأوكرانية.
وشدد أردوغان في تصريحاته على أهمية تطبيع العلاقات مع سوريا من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي، معربا عن أمله بأن “تتخذ حكومة دمشق خطوات تجاه التطبيع العملي مع تركيا لأن هذا التوجّه في صالح الطرفين”.
وأضاف: “نتطلع إلى أن تفهم الحكومة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي لعلاقاتها مع تركيا، وأن تتخذ خطواتها وفقا لذلك”.
وسبق أن وجه أردوغان دعوة للأسد من أجل دفع مسار إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل الحرب السورية عام 2011، وكرر دعوته في أيلول/سبتمبر المنصرم، خلال توجهه للمشاركة في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وزير الخارجية السوري لـ “963+”: لا نضع شروطاً على إعادة العلاقات مع تركيا.. بل متطلبات
ويشكل بقاء القوات التركية في شمال سوريا نقطة خلاف أساسية بين أنقرة ودمشق، تعرقل جهود تطبيع العلاقات بينهما بسبب مطالبة الحكومة السورية بانسحاب القوات التركية، كونه مطلبا رئيسيا ورد مرارا على ألسنة مسؤولين حكوميين من أجل السير في التطبيع.
كما لمَّح الرئيس التركي اليوم الجمعة، إلى نيّة قوّات بلاده تنفيذَ “عملية عسكرية موسعة في شمال وشرق سوريا”، واصفا إياها بالتزام تركيا “بمكافحة الإرهاب من منبعه في سوريا”.
وتشنّ القوات التركية قصفا مكثفا على مناطق في شمال شرقي سوريا، وهو مستمر منذ الأربعاء الماضي بعد الهجوم على شركة للصناعات العسكرية في أنقرة.
وفي السياق قالت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان اليوم الجمعة، إنّ المدفعية والطائرات التركية “الحربية والمسيّرة” منذ مساء أمس الخميس وحتى ظهر اليوم الجمعة استهدفت منشآت ومواقع خدمية ومناطق سكنية في مناطق نفوذها في كل من محافظات الحسكة والرقة وحلب، دون الكشف عن عدد الضحايا.