بيروت
ثمة سباق محموم في لبنان بين المساعي الديبلوماسية والجبهات المشتعلة. فقد وصل إلى لبنان اليوم الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للبحث في سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتزامن وصولهما مع قصف عنيف طاول نصف لبنان تقريباً، بعد تهديد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، والمتحدث العربي بلسان الجيش الإسرائيل أفيخاي أدرعي، بإكمال ما بدأته إسرائيل أمس باستهداف المؤسسات الاقتصادية لـ”حزب الله”، فيما أعلنت تل أبيب اعتراض مسيرات أطلقت من لبنان كانت تتجه نحو وسط البلاد من ناحية البحر المتوسط.
كذلك، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن اليوم الإثنين كان مزدحماً بصفارات الإنذار، حيث دوت 400 مرة في الشمال، وملايين الإسرائيليين دخلوا إلى الملاجئ مرات عديدة.
وفي تقاطع النيران هذا، وصف نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني وساطة هوكشتاين، بأنها “الفرصة الأخيرة لأميركا للتوصل إلى حلّ للأزمة في لبنان”.
ونسبت “أسوشيتد برس” إلى مصادر ديبلوماسية في بيروت وصفها اجتماع عين التينة بين بري وهوكشتاين بأنه “لقاء الضعيفين”. وأضافت هذه المصادر أن بري ليس قادراً على اتخاذ أي قرار يلزم “حزب الله” لأن قرار الحزب بات في طهران، ولو أعلن نائب أمينه العام نعيم قاسم تفويض بري التفاوض على تنفيذ القرار الأممي 1701؛ وهوكشتاين ليس قادراً أيضاً على تنفيذ أي تعهد يقطعه باسم الإدارة الأميركية، بحسب ما جاء في تقرير “أسوشيتد برس”.
وتوقع التقرير المزيد من التصعيد العسكري، خصوصاً أن “حزب الله” بدأ قبل أيام مرحلة جديدة من التصعيد، بحسب الديبلوماسيين أنفسهم، الذين وضعوا إطلاق المسيرة على بيت رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خانة “إطلاق النار على مساعي هوكشتاين، لأن الحزب يرى أن الموفد الأميركي ينقل إلى الطرف اللبناني عرضاً بالاستسلام”، كما قولوا.
وكانت بيروت وضاحيتها، ومناطق الجنوب والبقاع، قد شهدت ليلة عنيفة من القصف الكثيف، استهدف أغلبية فروع “مؤسسة القرض الحسن” التي تعد المصرف المركزي لـ”حزب الله”. ومساء اليوم الإثنين، أعلن هاغاري أن الغارات ستتجدد، فيما غرد أدرعي قائلاً إن “حزب الله” يحتفظ بمئات الملايين من الدولارات بالعملات الورقية والذهب تحت مستشفى الساحل في منطقة حارة حريك “لاستخدامها لتمويل أنشطته الإرهابية”، كما قال، مضيفاً: “هذه الأموال مخصصة حصريًا لتسليح منظمة حزب الله الإرهابية، ولا ولم تكن لها أي وجهة أخرى، وقطع تابعة لسلاح الجو تستطلع المجمع حاليًا”.
وكان هاغاري قد عرض محاكاة ثلاثية الأبعاد لأحد المخابئ التي تستخدم مخزناً لأموال “حزب الله”، تم بناؤه تحت مستشفى الساحل، في سيناريو يذكر بما حصل لمجمع مستشفى الشفاء في غزة.
وفي تعليق على هذا الإعلان الإسرائيلي، قال النائب فادي علامة، مالك مستشفى الساحل، في تصريح صحفي “إن المستشفى لا علاقة له بالاحزاب، وأدعو قيادة الجيش للكشف والتأكد من عدم وجود أي أنفاق تحته”. واضاف: “المزاعم الإسرائيلية عن نفق تحت المستشفى فيه أموال تخص ’حزب الله‘ عارية من الصحة لكننا اضطررنا لإخلاء المستشفى”.