بروكسل
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن هناك محاولات لجرّ إيران إلى مواجهة عسكرية، بهدف استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة في الشرق الأوسط ضد إيران.
ودان لافروف الضربات الإسرائيلية التي تطال الأراضي السورية والعراقية، وجميع السياسات التي تستهدف “فرض عقاب جماعي” على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن اللبنانيين يعانون أيضاً من هذه السياسات، وإلى استخدام أساليب الاغتيالات السياسية التي يُنظر إليها “بعين الرّيبة” وفق القانون الدولي.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أنّ هناك محاولات متعمدة لجرّ إيران إلى المواجهة العسكرية، ما قد يؤدي إلى إشراك الولايات المتحدة في حرب مباشرة ضد إيران في المنطقة.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، وزراء خارجية دول منصة “3+3” اللقاء الذي حضره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ونظرائه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني عباس عراقجي، والأذربيجاني جيهون بيراموف، والأرمني أرارات ميرزويان، حيث عقد في المكتب الرئاسي في قصر “دولما باهتشة” في إسطنبول.
وبحث اللقاء التطورات في القوقاز والشرق الأوسط، وركز على مخاطر المواجهة الموسعة بين إيران وإسرائيل، والخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، رد لافروف على سؤال صحفي قائلاً: “موقفنا واضح دائماً، نحن ندعو إلى وقف كافة أشكال العنف، ونرفض بشكل مبدئي جميع الأعمال الإرهابية، وقد عبرنا عن هذا الموقف عقب هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.”
كما شدد لافروف على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإيصال المساعدات الإنسانية دون تعرض من يقدمونها لأي هجمات. وأعرب عن استيائه من مطالبة قوات الأمم المتحدة في لبنان بالابتعاد عن مواقعهم بسبب الضربات الإسرائيلية.
وأعرب عن أمله بأن يدافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن موظفي المنظمة بعد الهجمات على وكالة “الأونروا”، وأكد دعم روسيا لهذا الموقف، مشدداً على ضرورة أن يتبنى مجلس الأمن هذه المطالب بشكل سريع وحاسم.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد استهدفت الأربعاء الماضي، ورشة للمفروشات الخشبية، ومعصرةً للزيتون على أطراف مدينة إدلب شمال غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، وإصابة 32 آخرين معظمهم بحالة خطرة.
وأعرب نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن في وقت سابق اليوم، عن “القلق البالغ” إزاء تصعيد الأعمال العدائية والعنف في شمال غربي سوريا، منذ 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مشيراً إلى 122 هجوماً على الأقل خلال ثلاثة أيام، 115 منها ضربت محافظة إدلب وريف حلب الغربي، ومن ضمنها المناطق السكنية والمتاجر المحلية والأراضي الزراعية.
وذكر المسؤول الأممي أنه من بين تلك الهجمات، وقعت أول سلسلة من الغرات الجوية منذ ثلاثة أشهر، حيث ضربت ثلاث غارات جوية بالقرب من مخيم في إدلب، في وقت كانت فيه الأسر تتلقى مساعدات غذائية، مضيفاً أنه في حديث مع موظفي الأمم المتحدة، أعربت عائلات عن “مشاعر الخوف وانعدام الأمان”،
وأشار إلى أنه في اليوم التالي، ضربت غارتان جويتان محطة كهرباء غربي مدينة إدلب، مما أدى إلى تعطيل محطتين للمياه، كانتا تخدمان 30 ألف شخص في 17 قرية، لافتاً إلى أنه في الفترة ذاتها، وردت تقارير عن قصف مدفعي واشتباكات في شمالي حلب، مما أثر على المدارس ومخيمات النازحين.
ومنذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شهدت سوريا 24 استهدافاً إسرائيلياً لأراضيها كان من بينها 21 استهدافاً جوياً و3 برية، وتسببت بتدمير وإصابة 19 هدفاً، وأسفرت عن مقتل 13 عسكرياً وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
كما أدت الهجمات الإسرائيلية بمقتل 15 من المدنيين السوريين بينهم 5 رجال و6 سيدات و4 أطفال، بالإضافة لإصابة 18 آخرين.