بيروت
أفاد بيان عسكري للجيش الإسرائيلي بأن القيادة الإسرائيلية استدعت لواء احتياطياً إضافياً للقيام بمهام عملياتية في الساحة الشمالية عند الحدود اللبنانية.
ويأتي هذا بعد يومين على إعلان السلطات الإسرائيلية إرسال فرقة عسكرية إضافية إلى الحدود الشمالية، هي الفرقة 210، ليصبح بذلك عدد الفرق العسكرية المشاركة في محاولات اجتياح الحدود اللبنانية خمسة فرق، فيما أصدر “حزب الله” اللبناني بياناً جاء فيه أن الجيش الإسرائيلي يحشد أكثر من 70 ألف جندي وضابط، ومئات الدبابات والآليات العسكرية عند الحدود الجنوبية للبنان.
وأضاف التقرير “أن مقاتليه تمكنوا من صد محاولات الجيش الإسرائيلي للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، ونفذوا عدداً من الكمائن في بلدتي القوزح ورب ثلاثين، حيث قتل 9 جنود إسرائيليين وسقط 150 جريحاً، إضافة إلى تدمير 20 دبابة من نوع ’ميركافا‘ وأربع جرافات”.
تعقيدات على الجبهة
وفي ضوء هذه الحشود، التي تشي بنية إسرائيل الاستمرار في العملية البرية، غير عابئة بالمطالب الدولية بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن ما سمته “الإنجازات الإسرائيلية” مهددة بمخاوف كثيرة، إذ قد تحدث تعقيدات في لبنان”.
وتضيف الصحيفة: “بعد اغتيال قادة ’حزب الله‘ و’حماس‘ البارزين، يدعو دبلوماسيون حول العالم إسرائيل إلى استغلال الوضع الحالي والانتقال إلى مرحلة وقف إطلاق النار، في ظل انعدام الثقة في خطط إسرائيل العسكرية في لبنان، فقد تحدثت القيادة عن عملية تستغرق بضعة أيام، لكنها تزداد تعقيدًا”.
وبحسب تكهنات الصحيفة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينتظر وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 5 تشرين الثاني / نوفمبر المقبل، “ولن يتوقف قبل الانتخابات الأميركية، وبالتالي، وقف النار مستبعد في لبنان، والقوات البرية تتحضر للدخول إلى أرض محروقة، لتصل إلى عمق 5 كيلومترات، فتحقق الهدف الأساسي وهو إعادة السكان إلى منازلهم في الشمال، بعد إبعاد خطر ’حزب الله‘ عنهم”.
وتتابع الصحيفة قائلةً: “لا ضمانات لعدم قصف بيروت أو مناطق أخرى في لبنان، ما دام المستوى العسكري مقتنعاً بأن هذا ملائم، وضروري، كما أن لا ضمانات لعدم مواجهة مقاومة برية عنيفة، إذا أخذنا في الحسبان أن ثمة حدث صعب في الشمال في كل ليلة، تأتي بعده بيانات عسكرية بقتلى وجرحى في صفوف الجيش”.
ميلوني في بيروت
على المستوى السياسي اللبناني، لم تتجاوز البلاد مسألة تصريحات رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية من جنيف، إذ قال إن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بصفتها وسيطاً عن إسرائيل لتطبيق القرار الأممي 1701″، إذ اعتبر نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، حديث قاليباف “تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان”، مؤكداً أن التفاوض لتطبيق هذا القرار “تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها، لأن السعي لفرض وصايات جديدة مرفوض بكل الاعتبارات الوطنية”.
وفي خضم ذلك، وصلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى لبنان، والتقت بميقاتي على عجل، ثم عقدا لقاء صحافياً مشتركاً، أكد فيه ميقاتي “أن الحل الديبلوماسي يجب أن يتقدم على الحرب والعنف والدمار ويتمثل أولاً في التزام اسرائيل الكامل وقف إطلاق النار والتقيد بالشرعية الدولية وتطبيق القرار الأممي 1701 بشكل كامل ووقف الخروقات للسيادة اللبنانية”.
من جانبها، أكدت ميلوني “أن لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار”، مدينة سقوط المدنيين وتدمير البلدات والقرى، ومشددة على أن استهداف اليونيفيل غير مقبول، ويجب ضمان سلامتها، “ونعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن ندعو إلى هدنة مدتها 21 يوماً”.
وقالت: “توافقنا على التطبيق الكامل والفوري للقرار 1701، وهذا يعني أيضاً أنّ في منطقة جنوب نهر الليطاني، يجب ألّا يكون هناك أي وجود عسكري غير اليونيفيل والجيش اللبناني”.
وفي ما يتعلق بالنازحين، أكّدت ميلوني أنّ إيطاليا ملتزمة رفع الأمر على المستويين الدولي والأوروبي، “وإيطاليا ملتزمة هذا الشأن منذ زمن طويل، ونعمل مع شركائنا الأوروبيين لخلق الشروط الضرورية للسماح بعودة النازحين إلى سوريا عودة طوعية وآمنة ومستدامة وبكرامة، ونحن ندعم كل جهود هيئات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونطالب في الوقت ذاته بتعزيز الحضور الديبلوماسي الإيطالي في دمشق”.